بقوة الدستور، اسقط رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التوقيع الثالث الذي هو التسمية “اللايت” للمثالثة، بالضربة القاضية، فأعلن أن الدستور لا ينص على تخصيص أي وزارة لأي طائفة من الطوائف أو لأي فريق من الأفرقاء كما لا يمكن منح أي وزير سلطة لا ينص عليها الدستور”.
هذا نص واضح، وحين يكون النص واضحا لا مجال الإجتهاد.
صحيح ان هناك من سبق رئيس الجمهورية إلى هذا الموقف، كموقف البطريرك الراعي أمس، لكن الأهمية القصوى لكلام اليوم انه صادر عن الشخص الذي أقسم يمين المحافظة على الدستور، يعني لا تراجع عنه… وعليه فإن الكرة باتت في ملعب الحليف، حزب الله، وحليف الحليف، حركة أمل.
الحليف، حزب الله الذي يحاول تفكيك الموقف الرئاسي ليس انطلاقا من تشكيل الحكومة فحسب، بل من خلال تحالفه الاستراتيجي مع العماد عون منذ تفاهم مارمخايل، خصوصا ان الرئيس عون لم ينف أو يؤكد ما إذا كان هذا التفاهم مازال صلبا من خلال قوله: “لا يمنع من أن يبدي كل فريق رأيه عندما لا يكون هناك تفاهم حول موضوع ما، وللتذكير فإنها المرة الأولى التي يجري الحديث فيها عن تأثر تفاهم مارمخايل بتطورات أخرى.
الجامع المشترك بين الحليف وحليف الحليف انهما التزما الصمت وعدم التعليق على الموقف الرئاسي على رغم مرور أكثر من خمس ساعات على صدوره.
مباشرة ذهبت الأسئلة في منحى أنه إذا لم يتم التوافق على ما طرحه الرئيس، فإلى أين نحن ذاهبون؟ هنا الجواب القنبلة: “نحن ذاهبون إلى جهنم”.
لكن لا أحد ذهب إلى جهنم وعاد منها وأخبر ما فيها، لكن الشائع ان جهنم هي حياة لا تحتمل لأنها بالنيران الحارقة… هذا في اللاهوت، لكن في السياسة فإن المقصود هو التحذير الرئاسي من ان عدم ولادة هذه الحكومة يعني ان دولارا واحدا لن يدخل الى لبنان من دون هذه الحكومة، وان كل المفاوضات لتأمين الاموال والقروض سواء مع صندوق النقد الدولي، اوعبر مؤتمر سيدر او الصناديق العربية ستعلق.
اما الاهم، فقضية دعم المواد الاساسية عبر المصرف المركزي، التي لن تستمر حتى آخر العام الحالي، ما يضع كل اللبنانيين امام واقع فقدان المواد الاساسية وهي القمح، والادوية والمشتقات النفطية.
كل ذلك، سيؤدي الى زعزعة الامن الاجتماعي…
على رغم هذه المضاعفات المفترضة من عدم ولادة الحكومة، فإن الرئيس لا يبدو متفائلا في الولادة خصوصا انه ربط ولادتها بحصول أعجوبة.
وما يزيد الوضع تشاؤما أن عداد كورونا فرض نفسه غير آبه بشيء، وعلى رغم كل التحذيرات والنصائح والإرشادات والإجراءات فإن هذا العداد مازال يسجل عددا كبيرا وإن انخفض اليوم عن مستوى الألف إصابة ليسجل 684 إصابة، واعتبارا من غد هناك تشدد في تطبيق الإجراءات، فهل تنجح؟