IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم السبت في 26/09/2020

لخصت فرنسا اعتذار الرئيس المكلف تأليف الحكومة مصطفى أديب، فقالت: إن ما ارتكبته الأحزاب السياسية في لبنان خيانة جماعية. المصدر المقرب من الرئاسة الفرنسية، حدد من أسماهم “الخونة”، ولكنه لم يحدد في حق من ارتكبت الخيانة.

فالخيانة هذه ارتكبت في حق كل اللبنانيين، سنة، وشيعة، ومسيحيين، ودروزا وأقليات. وهي ليست وليدة اليوم، أي لحظة إسقاط تكليف مصطفى أديب، بكل ما حملت من تجاذبات ومفاجآت، إنما هي صناعة أجيال وأحزاب وسياسيين ومواطنين، خلقوا تحت مظلة دولية، نظاما طائفيا مسخا، انفجر بين أيديهم في مئوية لبنان الكبير.

هذا النظام، لم يبق طائفة إلا واستفادت منه ولو لفترات متقطعة، فمرة استفادت المارونية السياسية، ومرة استفادت الحريرية السياسية وعبرها الطائفة السنية، ومرة استفادت ثنائية “أمل” و”حزب الله” ومن خلفهما الطائفة الشيعية. وبين الطوائف الكبرى، حققت المذاهب الصغرى أرباحا تناسب حجمها في بعض الأحيان، وأكثر من حجمها في معظم الأحيان.

هذا النظام، عاش على “النكايات” السياسية وتحريك الغرائز الطائفية، فرفع المتاريس بين اللبنانيين، فعليا إبان الحرب وافتراضيا قبلها وبعدها. وفتح أبواب الفساد في كل مفاصل الدولة، فاستفاد منها أرباب النظام، حتى أصبحت بنيوية.

اليوم، سقط هذا النظام، أو على الأقل، لم يعد الترقيع في ثوبه ينفع. فقصة سقوط أو إسقاط “حكومة المهمة”، ليست مرتبطة بتشبث “أمل” و”حزب الله” بوزارة المالية، وبحق الطائفة الشيعية بتسمية وزرائها. والقصة ليست أيضا تشبث رؤساء الحكومات السابقين بالمداورة في الحقائب الوزارية.

القصة أنكم حاولتم مجددا أن تحيوا حكومة غير منتجة، تماما كما فعلتم على مدى خمس عشرة سنة. حاولتم أن تلعبوا اللعبة ذاتها، وتحت العنوان ذاته “ما لازم نعطل البلد”، فكانت النتيجة أنكم عطلتم الحكومات والبلد “وعلى 15 سنة”، وتريدون اعادة التجربة.

اليوم، تغير كل الموضوع، سلوك “النكايات” لم يعد ينفع، والبلد “ما بقا يندار هيك”، واللبنانيون يقولون لكم: إما حكومة بعيدة عن منطق التناتش الطائفي، أو لا حكومة. فبلاكم وبلا حكوماتكم، طالما بحكومة أو من دون حكومة النتيجة هيي ذاتها. فقر وبطالة وطائفية، فيما المطلوب حكومة تعيد للبنان قابلية الحياة.

اليوم، بدأت معركة استعادة لبنان، وسيخوضها فريقان: فريق يعتبر اعتذار الرئيس أديب نكسة أو خسارة، وفريق يعتبرها بداية التصويب نحو استعادة بلد قابل للحياة.