يريدها، وفي سبيلها يهون كل شيء: الإتصال برئيس الجمهورية لأخذ موعد للقائه غدا. والإتصال برئيس المجلس للقائه غدا أيضا.
يريدها، وفي سبيلها يتجرع السم، ولا يعارض إعطاء حقيبة المال لثنائي “أمل”- “حزب الله”، ولو قال إنها لمرة واحدة.
يريدها، وفي سبيلها لا مشكلة لديه إن افترق عن نادي رؤساء الحكومات السابقين.
لكن الرغبة بها شيء والقدرة على الفوز بها شيء آخر: “حزب الله”، ما لم يعطه للرئيس المعتذر مصطفى أديب، لماذا يعطيه للرئيس الذي سمى نفسه قبل أن يسميه أحد؟، فالحزب مع حركة “أمل” يريدان تسمية الوزراء الشيعة.
“التيار الوطني الحر”، وبلسان قيادي فيه، جزم بأنه إذا طرح الرئيس الحريري حكومة اختصاصيين برئاسته، فنحن لا نسمي ولا نشارك. وأضاف: اليوم يريد أن يترأس حكومة يكون هو السياسي الوحيد فيها ويضع الآخرين خارجها، متجاهلا نتائج الانتخابات، ويريد حكومة موظفين يتولى بواسطتها الحكم تحت مسمى الاختصاصيين. ودعا القيادي في “التيار الوطني الحر” الحريري إلى العودة إلى جادة الصواب قبل موعد الاستشارات، بدل أن يتصرف وفريقه على أن عودته محسومة، وهي ليست كذلك.
المكون المسيحي الثاني، “القوات اللبنانية”، يزداد التباعد بينه وبين الرئيس الحريري، ما يزيد الوضع غموضا لجهة تسميته، لكن يبدو أنه يعتمد استراتيجية أخذ بركة رئيس الجمهورية والثنائي “حزب الله” و”أمل” “والباقي هين”، فهل رهانه في محله؟.
حتى الساعة، لا إشارة فرنسية أو سعودية أو أميركية، فهل الرئيس الحريري يغامر، أم أنه يمتلك كلمة سر لن يبوح بها إلا في بعبدا أو عين التينة؟. لننتظر إلى الغد.
في الموازاة، ملفات ترقى إلى مستوى الأزمات، فمع ارتفاع عدد البلدات التي ستقفل اعتبارا من غد إلى 169 بلدة، بالتزامن مع استمرار عدد إصابات كورونا بالارتفاع، طرحت مسألة فتح المدارس اعتبارا من غد، فكيف سيتم هذا الأمر في ظل وضع 169 بلدة على لائحة الإقفال؟، وكيف سيحسم هذا الضياع؟.
ملف آخر صعد إلى المراتب الأولى في البلبلة: الدواء، في ذلك تبادل الإتهامات بالتسبب بأزمة، أصحاب الصيدليات يتهمون الوكلاء بأنهم لا يسلمون سوى كمية قليلة جدا من الطلبيات، وبأنهم يخفون الأدوية بهدف الإفادة من فروقات الأسعار إذا ما رفع الدعم، وبأنهم يمارسون صيفا وشتاء لجهة تسليمهم صيدليات وامتناعهم عن تسليم أخرى.
وبين حجر الصيدليات وسندان الوكلاء، يذهب المواطن فرق عملة فيمضي نهاره متنقلا بين صيدلية وأخرى لتأمين دواء، وآخر بدعة الطلب من الصيدليات تأمين الدواء لزبائنهم فقط، وهذه مزحة سمجة.