Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الثلثاء في 20/10/2020

أيها المواطن، إذا كنت محتكرا للدواء، مستوردا أو مصنعا، يدهمك صاحب المعالي، لكنه يجلس معك، أو مع من يمثلك، في اليوم التالي على ذات الطاولة، بدل أن يكون المحتكر واقفا أمام القضاء.

أيها المواطن، إذا كنت محترفا للغش في المواد الغذائية من خلال التزوير في مدة الصلاحية، أو في اللحم الفاسد أو الدجاج الفاسد، فقد تنجح في التواري، ثم “بتظبطها” وتعود إلى سوابقك.

أيها المواطن، إذا كنت اختصاصي تزوير شهادات جامعية لأتاحة الفرصة أمام كثيرين لعبور الإمتحانات، سواء في الوظائف المدنية أو غير المدنية، فأنت “موهوب”، وهناك من “يشد فيك” وتبقى فوق المثول أمام القضاء.

أيها المواطن، إذا كنت من هذه الفئات الآنفة الذكر فأنت محظوظ لأنه سيقال عنك: “حربوق والشاطر ما يموت”.

أما إذا كنت مثقفا أو صاحب رأي أو معبرا عن وجع الناس وآلامهم، فأنت تلقائيا تضع نفسك في خانة الملاحقين.

فيا أصحاب الرأي ويا حضرات المثقفين، تريدون أن تنزعوا أسماءكم عن لوائح الملاحقين؟ “هينة كتير”: إنخرطوا في مافيا إخفاء الدواء وتهريبه، إنضموا إلى عصابات المواد الغذائية الفاسدة، تعلموا مهنة تزوير الشهادات، فتصبحون وجهاء ومتنفذين تستقبلون كبار القوم “على الموعد” ليغرفوا من غنائمكم.

والله عيب ! ما هو الشيء الكبير الذي يجعل المسؤولين “يستحون على دمهم” ؟ الناشط والمثقف والمدون تنشر اسماؤهم وكأنهم قطاع طرق، أما محتكرو الأدوية من مستوردين ومصنعين، وأصحاب مصانع المواد الغذائية الفاسدة، فلماذا لا يجرؤ الجريئون على تسميتهم، إسوة بتسمية المثقفين وأصحاب الرأي؟ ولماذا يبقون فوق الملاحقة والمثول أمام القضاء؟

بهذه الذهنية، عبثا تجعلون الناس يعقدون آمالا عليكم: فلا حكومة جديدة تنفع، ولا تشريعات تفيد إذا كان من ينفذونها ينتقون منها a la carte.

الحكومة صارت قصة “بايخة” ومملة ومحفوظة غيبا: الحريري سيكلف، أما التأليف فقصة أخرى، الملفات الأخرى تراوح مكانها لأنها أكبر من المعالجات.