استشارات التكليف ملزمة، وكانت حصيلتها معروفة قبل بدئها.
استشارات التأليف غير ملزمة، ولهذا حصيلتها غير معروفة، فهي أقرب إلى أن تكون شكلية و”عصف ذهني” وكسر جليد ودردشات: تدلي الكتل بما عندها وبرأيها في شكل الحكومة، وكذلك يفعل النواب المستقلون، لكن الرئيس المكلف ينطلق من ثوابت يقول إنه لن يحيد عنها:
حكومة غير فضفافة، بين أربعة عشر وزيرا وعشرين وزيرا.
حكومة اختصاصيين: خطتها الورقة الفرنسية التي قدمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الصنوبر، والتي قال الرئيس المكلف أنه لن يحيد عنها، وفد تكون البيان الوزاري إذا ما استطاع تجاوز كل ألغام التأليف من دون أن ينفجر لغم الشروط المستعصية فيه.
الرئيس المكلف عازم على التفاهم مع رئيس الجمهورية، وحتى على حصر التفاهم به في موضوع التأليف، وهو أعلن في نهاية يوم استشارات التأليف أنه سيزوره قريبا.
هذا يعني أنه لن يكون هناك وسيط بين بيت الوسط والقصر الجمهوري، هذا ما حرص الرئيس المكلف على توضيحه في لقاءاته.
الموضوع الثاني أنه هو الذي يقترح الأسماء ويعرضها على رئيس الجمهورية، لا أن يتلقى الأسماء ويضعها في تشكيلة.
لكن هل سيتاح له أن يفعل ما لم يفعله في حكومتي الـ 2016 والـ2018؟ ربما الظروف اليوم تتيح ما لم تتحه ظروف تشكيل الحكومتين السابقتين، فهل يكتب للثالثة النجاح؟ وتكون “الثالثة ثابتة”؟ أم يكون التفاؤل مجرد سراب.
من السابق لأوانه ترجيح أي احتمال، فالمشاورات الحقيقية للتأليف تبدأ مطلع الأسبوع، وربما تشكل عطلة الاسبوع “استراحة المحارب”.
لكن لا استراحة في مكان آخر بل سباق هستيري إلى التطبيع قبل عشرة أيام من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
اليوم اتفاق بين إسرائيل والسودان على تطبيع العلاقات وعلى بدء علاقات اقتصادية وتجارية بين البلدين. وإعلان واشنطن أنها ستتخذ خطوات لاستعادة حصانة السودان السيادية والعمل مع شركاء دوليين لتخفيف أعباء ديونه.
يذكر ان ديون السودان تتجاوز الستين مليار دولار، فهل باعت التطبيع بهذه المليارات.