IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الاثنين في 26/10/2020

بالإذن من زياد الرحباني: “معك ليرة… بتسوا ليرة… درزي بوذي أو كاثوليك”. منذ اربعين سنة نزلت هذه الأغنية في مسرحية “فيلم أميركي طويل”، عام 1980. من كان يتوقع أن هذه الكلمات لن يمر عليها الزمن في 2020؟
صار السؤال: معك ليرة؟ أهم من تحية: صباح الخير… إذا أردت ان تدخل المستشفى، يأتيك السؤال: معك ليرة؟ لماذا؟ لأن شراء المستلزمات الطبية لا يقبل بالشيك بل كاش… إذا أردت ان تشتري دواء، يأتيك السؤال: معك ليرة؟
لماذا؟ لأن المستورد، أي الوكيل، والمصنع، لا يقبل بالشيك بل كاش… بات لزاما على المواطن أن يحمل خزنة إذا أراد دخول المستشفى وعلى الصيدلاني أن يضع خزنة في صيدليته ليؤمن الكاش للوكيل.

أيها المواطن… تتذكر منذ شهور كيف كان جهابذة النقد يطلقون مواعظهم أن لا أحد في العالم يتعامل بالكاش بل بالشيكات والبطاقات المصرفية… صدقهم الناس، إستغنوا عن الكاش ليعتمدوا الشيكات والبطاقات المصرفية، ولما باشروا باستعمالها، جاءهم الجواب: نريد كاش.

تم تجفيف الدولار، واليوم يتم تجفيف الليرة… والمستوردون والمستشفيات والوكلاء لا يقبلون إلا بالدولار او بالليرة “وحلا إذا فيك تحلا”.
في هذا البلد، ممنوع أن تمرض، ممنوع أن تحتاج إلى دواء، ممنوع أن تضطر إلى دخول مستشفى… فالمعالجة تحتاج إلى ليرة والدواء يحتاج إلى ليرة والمستشفى تحتاج إلى ليرة… ومعك ليرة بتسوى ليرة.
هذا هو الأساس، اما الباقي فهامشي، ومن الأمور الهامشية أنهم يلهون الناس بتشكيل الحكومة والمحاصصة فيها وبالمداورة في الحقائب “وإذا أخذت أنت الداخلية، آخذ أنا الخارجية، وإذا أخذت الدفاع، آخذ أنا الإتصالات”.

“خود وهات، واعطيني تا أعطيك”… أما من يؤمن الدواء والعلاج ودخول المستشفى للناس، فهذا ينتظر… يا عيب الشوم عليكم “بشو بالكن”؟ بالحقائب؟ بالحصص؟ إن معالجة عجز مواطن عن شراء دواء أو دخول مستشفى هو أهم بكثير من تناحركم على حقيبة وزارية أو تواطئكم على التوزيعة… كأنكم لم تتعلموا شيئا ولم تستخلصوا العبر… إذا أخذ المستقبل الخارجية وأعطى الداخلية للتيار، فهل تحل الأزمة؟
إذا بقيت المالية مع حركة أمل وأعيدت الصحة للإشتراكي أو للمردة، فهل تحل الأزمة؟ مقاربتكم للأزمات كأن الزمن عندكم توقف في 16 تشرين الأول 2019، عشية اندلاع الإنتفاضة، اليوم تعودون إلى ذات المقاربات وذات المعالجات… لكن ذات المقاربات وذات المعالجات تعطي ذات النتائج وهي الفشل.