IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأربعاء في 26/9/2018

عن شو بدكن تعتذروا تتعتذروا؟

هل تعتذرون عن ساعات الذل التي امضاها المسافرون في مطار رفيق الحريري الدولي نتيجة صراع بين اجهزة امن المطار، ام تعتذرون على مخالفة هذه الاجهزة، النصوص والقوانين حتى تلك المرتبطة بنظام قوى الامن الداخلي، ام تعتذرون لأن الحل الذي استنبطه وزير الداخلية نهاد المشنوق، قضى بتهدئة الاجواء بين جهاز امن المطار وقوى الامن الداخلي “ليكون هوي اي الوزير، حلها” ام تعتذرون لانكم لم تخبرونا اذا كان المطلوب الذي بحثتم عنه اليوم، فر من لبنان لانكم متلهون بكيدياتكم؟

هل تعتذرون عن الفوضى التي سادت المطار في ذروة مغادرة اللبنانيين المصطافين منذ اسابيع، ام تعتذرون عن مشكلة system Sita الذي شل المطار لساعات منذ حوالى خمسة عشر يوما، ولم تظهر حتى الساعة نتيجة التحقيقات في شأنه؟

هل تعتذرون عن الاذلال الذي يلحق بمرضى السرطان والامراض المستعصية، الذين أسقطوا احلامهم بالحياة أمس، عندما تلاعبتم بحضور جلسات التشريع، فلم تناقشوا اقتراح القانون المرتبط بتأمين اعتمادات اضافية للادوية، وخرجتم لتجندوا الدواء لمصالحكم السياسية الصغيرة التي تشبهكم تماما؟

هل تعتذرون من اهالي مفقودي الحرب الذين تآخوا مع الألم والبحث في المجهول لانكم اسقطتم البند المتعلق بهم في الجلسة التشريعية، فيما أغلبيتكم يا سادة تعرف جيدا جدا تفاصيل الحرب النتنة.

هل تعتذرون عن ماذا او ماذا او ماذا؟ عن الكهرباء، المياه الملوثة، النفايات، الشائعات المالية والنقدية، الاسكان، الفشل في تشكيل الحكومة، التجييش الطائفي… واللائحة تطول…

الاعتذار “مش شغلتكم”، وهو اصلا لم يعد ينفع. أضعتم البوصلة، ويكاد لبنان يضيع من كمية الحقد والكيدية والفساد والطائفية وقلة المهنية التي تتملككم. الاعتذار لم يعد ينفع والمطلوب بناة دولة، يعملون ولا يعتذرون، يشرعون ولا يخططون في الليالي لتطيير النصاب او الانسحاب، يلاحقون المرتشين والفاسدين بدل ان ينضموا الى منظومة الفساد. والمطلوب قضاة قضاة، لا يرتهنون للسياسيين، يححققون بجرأة ويحكمون بعدل.

عن شو بدكن تعتذروا تتعتذروا؟ ولم يبق هيكل إلا واسقطتموه، حتى بتنا نعتذر من انفسنا لأننا كما نحن يولى علينا…