يقال: الجنون فنون… في لبنان، الفساد فنون، والعبقريات تتفتق على ترويج الفساد وانتحال الصفة والتذاكي والإلتفاف على القوانين المرعية الإجراء والهدر من المال العام من دون حسيب أو رقيب…
هذا المثلث الجهنمي: الفساد وانتحال الصفة والتذاكي والهدر، ليس هناك من عدادات “تلحق عليه”.
كنا بعداد كورونا، فصرنا بعدادات محاضر الضبط بسبب التحايل على القوانين، وعدادات الإفادة من الظروف الراهنة ومن ارتفاع بعض الأسعار لتقليد بعض المواد حتى ولو كانت تتسبب بأضرار بالغة…
الجامع المشترك بين هذه العدادات أنها تسجل ارتفاعا في غياب الإجراءات السريعة والفعالة، إلا في ما ندر…
قبل أيام وعشية الإقفال العام، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصورة أحد كاراجات تصليح السيارات، وقد وضع آرمة كتب عليها: “صيدلية فلان” بدل “كاراج فلان”، باعتبار ان الصيدليات مستثناة من الإقفال…
بصرف النظر عما إذا كان “البوست” مزحة أو جديا، فإن أحد المحلات الكبرى لبيع الثياب وأدوات التجميل، تلقف الأمر ففتح ابوابه لبيع المواد الغذائية، هذه الأبواب تتحول إلى ممر لستندات الثياب وأدوات التجميل.
ومن علامات الفساد بيع أو إهداء بطاقات صحافية فيتحول حاملها إلى شخص مستثنى من تطبيق إجراءات الإقفال…
والعداد يسجل: جمهورية في ساحة النجمة: جيش من الموظفين، عدد كبير منهم يتقاضى راتبا من دون ان يعمل.
أما شرطة مجلس النواب فحدث ولا حرج: من يطوع؟ من يجند؟ من يرقي؟ من يحدد الرواتب؟ ليس فقط “المجلس سيد نفسه” بل أيضا “رئيس المجلس سيد نفسه”.
والعداد يتابع: أين اصبحت الحواسيب التي جاءت هبة للطلاب؟ بين المرفأ والمستودع ضاع قسم كبير منها، فهل من عداد يحتسب ما ضاع؟
أما سيد العدادات، فهو عداد الأيام من دون حكومة … أين أصبح؟ والى أين سيصل العد؟
العلم في الأليزيه، وربما في واشنطن، وربما في طهران… والعداد يسجل أيضا.