حين يقول وزير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية إن ما يمر به لبنان مشكلة من صنع الإنسان ” كان يمكن منعها ” ؟ هل يخجل أحد من المسؤولين اللبنانيين الذين كان بإمكانهم منع المشكلة ولم يفعلوا ؟
الديبلوماسي البريطاني لم يكتف بذلك بل قال: ” ان لبنان بصدد ألا يتمكن من إطعام نفسه “، فهل يحرك هذا التحذير أي مسؤول؟
وحين يقول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: ” يجب العمل على تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن واجراء الإصلاحات المطلوبة من قبل المجتمع الدولي وإلا لن يحصل لبنان على مساعدات دولية.” … فهل يسبب هذا التحذير أي صدمة لدى من بيدهم القرار ؟
الدول الحريصة على لبنان بلغت مرحلة ” بهدلة ” المسؤولين، لكن بلغ بهم إقفال آذانهم مرحلة يعتبرون فيها أن مثل هذا الكلام غير موجه ضدهم .
أمس أعلن عن أسماء ثمانية من كبار الضباط للمثول أمام التحقيق بتهمة الإثراء غير المشروع … مهلا !
هل تريدون أن يصدق الرأي العام أن الإثراء غير المشروع وقف على ثمانية؟ لا يا سادة، زيدوا أصفارا على اليمين: ثمانون، ثمان مئة، ثمانية آلاف، وربما أكثر … قليلون الذين مروا في المؤسسات والإدارات العامة والمصالح المستقلة، وخرجوا من دون إثراء غير مشروع، الأدق تعداد هؤلاء لأنهم الأقل، أما الآخرون فباشروا في إعداد اللوائح التي تطول وتشمل معظم القطاعات، وما لم تفعلوا تكونوا تتسلون.
بالإنتقال إلى ملف آخر، ملف تشكيل الحكومة، يبدو أن الأمور مازالت في المربع الأول، والبارز اليوم موقف لرئيس الجمهورية بالإمكان اعتباره أقل من تعويم الحكومة بدرجة، يقول رئيس الجمهورية في اجتماع المجلس الأعلى: ” صحيح ان الحكومة مستقيلة وهي في مرحلة تصريف الاعمال، إلا أن الظروف الراهنة تفرض احيانا التوسع قليلا في تصريف الاعمال لتلبية حاجات البلاد الى حين تتشكل الحكومة العتيدة” … هنا السؤال إلى السياسيين وإلى القانونيين: ماذا يعني ” التوسع قليلا في تصريف الأعمال”؟ لا تحمل الذاكرة السياسية هذا النوع من السلطة التنفيذية، فهل هذا الطرح هو رسالة إلى الرئيس المكلف لحثه على الإسراع أم ماذا؟
في ملف كورونا، عداد الإصابات بلغ اليوم 1520 إصابة وعدد الوفيات بلغ 12 وفاة، فيما مجلس الدفاع الأعلى مدد التعبئة العامة إلى 31 من آذار من السنة الجديدة.