IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الثلثاء في 15/12/2020

يشبه وضع لبنان وضع مرفأ بيروت ….الظاهر فيه كارثة، والمخفي أعظم.

عندما دمر انفجار المرفأ العاصمة، اكتشف اللبنانيون انهم كانوا يعيشون في قلب قنبلة موقوتة، وتأكدوا ان النظام الذي يتحكم بيومياتهم متخلف وبال.

اعتبروا ان الاسوأ حصل، ليتبين لاحقا ان بين خفايا المرفأ الغاما كثيرة نتائجها قد تكون خطيرة.

فكك الجيش اللغم الاول، بعدما كشف وجود مستوعبات تحوي مواد ممنوع المتاجرة بها عالميا، واخرى شديدة الخطورة، احدها قاتل بمجرد تنشقه، فبدأت ادارة المرفأ عملية ترحيلها الى الخارج .

اللغم الثاني اكتشف منذ حوالى اسبوع …

ففي “مغارة علي بابا ” حوالى 600 مستوعب، لا احد يعرف لمن تعود، ماذا تحوي، لماذا بعضها في المرفأ منذ العام 2005، والعام 2009 تحت اعين مديرية الجمارك التي لم تتحرك؟ واين كان مراقبو وزارة المالية الوصية على الجمارك؟

اين اوراق هذه المستوعبات، واين المانيفست التابع لها؟

اذا كانت الاجوبة انها طارت “مع المرفأ، فالسؤال هو:

اين نسخها، هل فعلا وصلت فينا الحال الى عدم حفظ ولا حتى “ورقة كاربون” عنها؟

هل فعلا ليس في هذه التركيبة البائسة اجهزة كومبيوتر وداتا؟

هل فعلا في هذه التركيبة، بروتوكولات تفرض مراسلات ورقية موقعة بين الاجهزة والدوائر الرسمية تثبت الصفة الرسمية لأي طلب، مهما كانت خطورته؟

أم المطلوب عدم الكشف عن اصحاب المستوعبات، وعن ” الاربعين حرامي ” الذين دخلوا المغارة منذ اعوام طويلة فاستفادوا من ثرواتها ويرفضون الخروج منها؟

بعد اربعة اشهر على كارثة الانفجار، يبدو انكم لم تتعلموا شيئا ….

مئتان وتسع ضحايا لم يهزوا ضميركم، آلاف الجرحى لم تسمعوا اصواتهم، مئات آلاف المشردين والبيوت المهدمة لم ترها اعينكم …..

انتم شبه اموات، نظامكم وقوانينكم وبرتوكولاتكم سقطت، اما نحن، فغدا، عندما يطل يوم جديد على بيروت الجريحة، سننتظر المعنيين منكم في المرفأ، فنحن وبيروت لن نموت مرتين ….