عند السادسة والدقيقة الواحدة والثلاثين، وصلت طائرة لندن إلى مطار رفيق الحريري الدولي … “لا داعي للهلع”: فحوصات ال PCR موجودة في مطار بيروت ، لكن لا فحوصات في مطار هيثرو، يعني أن المصاب سيكتشف في بيروت أو قد تكون نتيجته سلبية، ثم بعد يومين تظهر إصابته … كيف الحل في هذه الحال؟، لا قرار بإيقاف الرحلات من لندن …
وجهة نظر رافضي إيقاف الرحلات، أن لبنانيين آتين من لندن بإمكانهم أن يأتوا عبر باريس أو تركيا أو غيرها من العواصم والدول. إذا ما الحل؟، هنا لا بد من تحميل العائدين المسؤولية، ويكون ذلك من خلال اتباع التعليمات القاسية، فالحجر يعني حجرا وليس نصف حجر … وعدم الإختلاط يعني عدم الإختلاط لا نصف اختلاط … هل سأل العائدون أنفسهم: هل قمنا بالإجراءات الوقائية المطلوبة؟، كثير من السوابق لا يشجع عناوين تعطى خطأ، أرقام هاتفية تعطى خطأ، فكيف يمكن التعقب في هذه الحال؟.
المسؤولية في هذه الحال تقع على العائدين وعلى السلطات المختصة في آن واحد … فالتشدد هو الذي يجب أن يسود، وممنوعة الإستنسابية في هذه الحال، خصوصا أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا خطورتها أن عدواها تنتقل بأسرع مما كانت تنتقل فيه السلالة الأولى … وإذا كان بعض العائدين لا يتمتعون بالشفافية المطلوبة، فإن هذه الشفافية مطلوبة من لجنة كورونا، التي حتى الآن تتباين مواقف أعضائها:
هناك في اللجنة من يحذر ويطالب بإقفال المطار. وهناك من طالب بإيقاف رحلات لندن. وهناك من تنصل من طلب وقف الرحلات. وهناك من حذر أنه في حال استمرت أعداد الإصابات في الإرتفاع، فإنه سيطالب بعودة الإقفال.
إلى أن يتفق أعضاء اللجنة على قرار … وإلى أن يتوقف بعض العائدين عن التذاكي والإلتفاف على الإجراءات، الوضع ليس مريحا.
وبائيا، لبنان في مصاف بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واسبانيا والسويد واليابان، فهو التحق بهذه الدول المتقدمة لأنه أصابه ما أصابها: السلالة الجديدة …أما كيف يواجه، فبالتأكيد ليس كتلك الدول المتقدمة … لبنان سباق في التقاط الفيروس لكنه متأخر في توفير اللقاح والعلاج، ومع ذلك لا إجراءات قاسية بل تسييس كل شيء.
وفي انتظار أن تجتمع لجنة كورونا، لا يعرف كم سيكون عدد حاملي فيروس السلالة الجديدة.