تظهر دراسة على تطبيق google mobility أجريت في الخامس عشر من كانون الثاني الحالي، ان 70% من اللبنانيين لم يتوجهوا الى عملهم في هذا التاريخ.
لوهلة، تعتقد ان اللبنانيين ملتزمون بالاغلاق العام…. وهذا لوهلة فقط، فاللبناني يحب المخالفة، وهذا ما يظهر في الدراسة ذاتها، التي تكشف أن اربعين الى خمس واربعين بالمئة من هؤلاء اللبنانيين لم يكونوا في منازلهم ….
فأين كان هؤلاء؟
كانوا يتنقلون في الشوارع ويستكملون زياراتهم المنزلية، وينقلون العدوى من مكان الى آخر ومن شخص الى آخر وكأن شيئا لم يكن.
بكل بساطة، نحن ندور وكورونا في حلقة مفرغة….
تهرب الدولة فتعتمد الاغلاق العام ….
يهرب المواطن فيخالف الاغلاق العام …
تتنقل عدوى الفيروس فترتفع الاصابات ….
تمتلئ المستشفيات فيعلو الصراخ …
ترتفع نسبة الوفيات فيكثر الحزن …
تغلق المصانع والشركات … فنخسر اعمالنا
ونعود من حيث بدأنا …. الى الاغلاق العام در مجددا ….
انه فشل الدولة المتفككة التي لا علاج لها، أما الخلاص فقد يأتي من كل فرد منا.
من كل مصنع، و شركة، و تاجر، ومغترب و مقتدر، وكل طبيب وممرض وبلدية …
من كل من يبادر، فيعمل على نقل المستشفى الى المنزل …
يتابع مصابي كورونا، يؤمن لهم الدواء والاوكسجين، الطبيب والممرض، وفي حال الحاجة القصوى يؤمن لهم المستشفى ….
نعم, قد نكون خسرنا الكثير في لبنان: اهلنا، واحباءنا، أموالنا واقتصادنا، لكننا حتى الساعة لم نخسر كل شيء …
هذه المعركة، تحتاج الى اقوياء، ينزلون من العروش الى الشوارع، ومن الكبرياء الفارغة الى العمل الجماعي والمجتمعي…
يمنعون تنقل العدوى، فيرفعون الى أقصى الدرجات أعداد فحوص الـ pcr وتتبع العدوى…
يمنحون المصابين بالكوفيد 19 داخل منازلهم فرصة مصارعة المرض…
يخففون العبء عن المستشفيات ولو من جيوبهم او تضافر جهودهم …
هذه المعركة تحتاج الى عقول تدير عمليات دقيقة ولو في مجتمعات صغيرة، فلا تستزف القطاع الصحي ولا الدولة، بل تمهد الطريق لاستعادة حياة طبيعية بعيدة عن الهرب دائما صوب الاغلاق العام.