ممكن استبدال اسم evelyne وسمير بأي اسم آخر، ومن أي مذهب او طائفة اخرى، ومن أي من بلدان الشرق الاوسط.
فـevelyne وسمير يمثلان كل سكان العراق وسوريا ولبنان، وكل المدنيين في أرض الأنبياء. هما يمثلان الأمل في مواجهة اليأس، والصمود في مواجهة الخوف، والإنغراس في الأرض في مواجهة التهجير، والسلم في مواجهة العنف.
اليوم، قال العراقيون شعبا وحكومة للعالم: انتصر الحق على الباطل. وقال البابا فرانسيس للعالم: “لا يجب أن نسمح بنور السماء أن تغطيه غيوم الكراهية.
من أرض الرافدين، التي اجتاح شمالها تنظيم داعش من العام 2014 الى العام 2017، رسالة: لا علاقة للدين بالإرهاب، والمواطنون يجب ألا يسكتوا عندما يسيء الإرهاب للدين. “فالعداء والتطرف والعنف، لا يصدر عن نفس مؤمنة”، كما قال البابا فرانسيس.
غدا، عندما يطوي البابا فرانسيس صفحة زيارته التاريخية للعراق، هناك من يجب أن يتمسك بهذه الرسالة، ليس للعراق فحسب، بل لكل دول المنطقة، لكل من يريد لها ان تحيا مجددا، فيعيد الأمن لأبنائها والعمران لمشرديها، وفي مواجهة كل من يريد ان تبقى الزيارة تاريخية غير عملانية، فيجعل من سيف الخوف مسلطا دائما، ويضع كل هذه البلدان تحت رحمة صراعات الكبار.
ومن بين هذه البلدان، لبنان الذي يموت اقتصاديا، من دون أي بارقة أمل. فالوضع الى منزلقات خطيرة، وتأليف الحكومة في موت سريري. وحتى التحركات على الارض لم تفعل فعلها في الضغط في اتجاه تشكيل الحكومة.
فلا فريق بعبدا و”التيار الوطني الحر” ومن خلفهما “حزب الله” في طور الإسراع في التأليف، ولا فريق الرئيس الحريري ومن خلفه، في طور تقديم التنازلات تحت ضغط الشارع.
أما الشائعات والدعوات الى التظاهر وإغلاق الطرق، التي بدأت عفوية، قبل أن يدخل اليها بعض الأحزاب، فهي تحت السيطرة وأشكالاتها محدودة، والجيش يتعامل معها بتكتيك مرن، لا سيما أن كل المعلومات تشير الى مزيد من الكباش السياسي والتدهور الاقتصادي، والجيش ليس في طور استنزاف قدراته باكرا.
بين رسالة السلام، وضعف الأمل في ابتكار حل للبنان، تبقى الأولوية للعراق وأهله هذه الليلة.