Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأربعاء في 2021/03/10

كما انطلقت التظاهرات في نسخة الغضب الاخيرة من دون هدف محدد، انتهت من دون تحقيق اي انجاز محدد.

في الساعات الاخيرة، ارتفعت نسبة الحوادث القاتلة نتيجة قطع الطرق، ومعها ارتفع منسوب القلق من تفلت الامور.

اتخذ قائد الجيش القرار، وبتوافق تام مع رئيس الجمهورية، نفذت مناورة فتح الطريق مثلما نوقشت في اجتماع بعبدا، ومن دون اي اشتباك.

جولة الاحتجاجات التي استهلت السبت الفائت، بدأت عفوية قبل ان تدخل اليها الاحزاب، التي عادت وتنكرت، واحدة بعد الاخرى لمناصريها على الطرق.

لكن التنكر شيء والحقيقة شيء آخر.

فالتوزيع الجغرافي للتحركات واضح، ونقاط انطلاق المتظاهرين كذلك، والشعارات التي رفعت امام الكاميرات وخلفها ايضا، اما السؤال الاهم فهو:

لماذا تنكرت الاحزاب للتحركات الاحتجاجية؟

مما لا شك فيه، ان كل ما يحيط بنا كمواطنين ومناصري احزاب يدعو ألى الثورة.

الليرة في سقوط كارثي… الاسعار في ارتفاع مخيف… البطالة تدق ابواب العمال… الفقر طاول اكثر من خمسين في المئة من المواطنين… البلد اعلن افلاسه… فضائح الفساد تفجرت… لا حكومة مرتقبة… لا حلول اقتصادية ومالية… ولا امل في الافق…

مع كل هذه الاسباب، نسأل مجددا، لماذا تنكرت الاحزاب للاحتجاجات؟.

هل لأنها فشلت في تحقيق غاياتها من الضغط في اتجاه تأليف الحكومة، ففضلت الانسحاب التكتيكي تحضيرا للجولات المقبلة؟، ام لان اللبنانيين عروها من ورقة التين؟، تماما كما عروا كل الطبقة السياسية، المتمسكة بالكراسي والنفوذ، والخطوط الحمر، والمصالح الفئوية والمذهبية؟.

اللبنانيون كشفوا اوراقكم باكرا هذه المرة.

فالصراع الحقيقي هو صراع بين السلطة والسلطة، وهم يعرفونكم: “كلكن يعني كلكن” ولن يشاركوا في نصرة فريق منكم على آخر…

فهل يفهم السياسيون: “كلن يعني كلن”، من مراكزهم ومن احزابهم اننا كلبنانيين نبحث عن الحلول، لا عن الفوضى…

وهل رسالة شوارع التظاهرات شبه الخالية وصلت لكل هؤلاء، ام هم في حاجة لجولة اخرى؟

جولة يتدفق فيها الناس، كل الناس، الى الشوارع، فيستردون من الزعماء والسياسيين والاحزاب، كل الاحزاب، الحق في التوصل الى حلول تبدأ بتأليف حكومة فاعلة، قادرة على تنفيذ اصلاحات حقيقية، متمكنة من مفاوضة صندوق النقد الدولي، والخروج بحل متكامل يخرجنا من القعر، ولكن هذه المرة بعيدا من مصالح السلطة، كل السلطة.