عادت بعض الدول الكبرى إلى حال الهلع من كورونا: إيطاليا ستعود إلى الإغلاق إعتبارا من غد لوقف تفشي الفيروس. فرنسا ستنقل مئة مريض من وحدات العناية المركزة في باريس إلى خارج العاصمة، لتتمكن من التعامل بسهولة أكثر مع الزيادة الكبيرة في عدد الإصابات. واتخذت فرنسا هذا الإجراء لتتفادى فرض إغلاق جديد للعاصمة ومحيطها. وفي فرنسا أيضا أعلنت وزيرة العمل عن إصابتها بالفيروس.
إيرلندا قررت تعليق استخدام لقاح “استرازينيكا” بعد تسجيل إصابات بجلطات دموية في أكثر من بلد أوروبي. تظاهرات في مونريال تنديدا بالقيود المفروضة في كيبيك.
هذه عينة من هلع العالم الذي يضع مواجهة هذا الفيروس الخبيث في سلم أولوياته، وكل بلد “مهتم بحالو” “وما حدا بالو بالتاني”. هل يدرك السياسيون والمسؤولون اللبنانيون هذه الحقيقة ؟، “ما حدا بالو فينا، وكل بلد همو بالكورونا عندو”.
نحن في لبنان لدينا تشكيلة واسعة من الهلع، ليس فيروس كورونا سوى واحد منها، وقد سجل اليوم ست وأربعون حالة وفاة وثلاثة آلاف وست وثمانون إصابة … إذا، كورونا هلع، والدولار هلع، والأسعار هلع، هجرة الأدمغة هلع …
في الأيام الطبيعية كان الدولار يفتح الساعة العاشرة صباحا ويقفل عند الثانية بعد الظهر، والسبت والاحد عطلة … دولار الإنهيار يوقظ الناس أحيانا بعد منتصف الليل، من يبيع ويشتري بعد منتصف الليل؟. من يبيع ويشتري مساء السبت مثلا؟، إنها حفلة جنون وفوضى، والقائمون بها يعرفون أنهم أرقام صعبة لا تقوى عليهم لا دولة ولا أجهزة…
حين اتخذ القرار المسخرة بإقفال منصات التسعير، كان الدولار على عتبة العشرة آلاف ليرة…بعد ذلك وصل الدولار إلى عتبة الثلاث عشرة الف ليرة…انتهينا من أرنب المنصات، فما هي الخدعة الجديدة التي سيلهوننا بها بعد ذلك؟.
لا تتعبوا أنفسكم أكثر، للمرة المليون، لا منصة مفيدة سوى منصة تشكيل الحكومة، والباقي منصات في الهواء. وما دون ذلك سيبقى الدولار يرتفع وسترتفع معه كل اسعار السلع غير المدعومة، والمدعوم منها سيختفي، كما اختفى منذ بدء الدعم لأن الذين يخفون ويهربون أو يعيدون طرح السلعة بالسعر غير المدعوم، لهم “رب في السلطة يحميهم”.
البداية من دولار الأحد… دولار العطلة، حيث لا عرض ولا طلب ولا فتح اعتمادات، لكن التلاعب شغال…