تصح مخاطبة الرئيس المكلف، بالإستعانة بمطلع خطبة طارق بن زياد في فتح الأندلس، مع بعض التعديل:
“بعبدا من أمامكم وحارة حريك وراءكم ، فأين المفر؟”
خمس ساعات ونصف فصلت بين اللقاء السابع عشر في قصر بعبدا وكلمة السيد نصرالله، لتكون النتيجة أن الرئيس المكلف عالق بين الاجوبة التي يجب أن يعطيها لرئيس الجمهورية الإثنين المقبل، وبين التعاطي مع النصيحة التي قدمها له السيد حسن نصرالله بتشكيل حكومة تكنوسياسية مع إضافة، على طريقة لزوم ما لا يلزم “لا مانع لدينا بحكومة اختصاصيين”.
الرئيس الحريري وقع في كمين سياسي محكم: فهو من جهة مطالب بتقديم اجوبة إلى رئيس الجمهورية متعلقة بأسماء وزراء حزب الله والمردة والطاشناق، وهو من جهة ثانية مطالب بالرد على نصيحة السيد نصرالله، فإذا أخذ بها، وهذا ما هو مستبعد، فإنه يتسبب بمشكلة كبيرة مع الرئيس ماكرون الذي مازال يطالب بحكومة مهمة من اختصاصيين. وإذا لم يأخذ بها تكون العلاقة مع حارة حريك قد عادت خطوة إلى الوراء.
وفي مقابل صمت الرئيس الحريري حيال كلمة نصرالله، كان لافتا ترحيب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بهذه الكلمة.
باسيل غرد قرابة العاشرة ليل أمس أي مباشرة بعد كلمة نصرالله، فهل هذه التغريدة على قاعدة “ليس حبا بعمر بل كرها بمعاوية”؟
ولكن ماذا في التوقيت السياسي لهذه التغريدة المباشرة؟
التغريدة هي رسالة من ميرنا الشالوحي إلى بيت الوسط أن التفاهم يجب ان يمر بالنائب باسيل، وهنا على الرئيس الحريري ان ياخذ بعين الإعتبار هذا المنحى القديم – الجديد وأن يعترف في قرارة نفسه أن عدم التفاهم مع النائب جبران باسيل يعقد له مهمته، لكن شد الحبال هذا يتم فوق رؤوس اللبنانيين فيتحول إلى حبال حول اعناقهم وصولا إلى خنقهم، وهذه الحال مستمرة منذ تسمية الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة، والعلاقة أو بشكل أدق “اللاعلاقة” بين “سعد وجبران” سنفصلها في تقرير خاص مباشرة بعد هذه المقدمة.
في سياق منفصل، وفي خبر يعاكس الأخبار غير المفرحة، برز تطور من شأنه أن يساهم في إراحة السوق، فقد أعلم حاكم مصرف لبنان رئيس الجمهورية ان المصرف المركزي قرر اطلاق العمل بالمنصة الالكترونية العائدة له بحيث يتم تسجيل كل العمليات وتصبح هي المرجع الاساسي للسعر الحقيقي للسوق.