كالصاعقة نزل خبر زيارة رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط لقصر بعبدا، فالزيارة، في السياسة، أشبه بالهدف القاتل في الدقائق الأخيرة من المباراة، والهدف قد يكون وليد جنبلاط سجله في شباك بيت الوسط لكنه احتسب من رصيد بعبدا، ويمكن مراكمته إلى الرصيد الذي صب في خانة بعبدا، بعد خطاب السيد حسن نصرالله: “حزب الله” في خانة الرئيس … وليد جنبلاط في خانة الرئيس … فبأي ورقة سيتوجه الرئيس المكلف إلى بعبدا بعد غد الإثنين؟.
اللقاء، وبحسب معلومات خاصة بال ” ال بي سي آي ” عكس حرص جنبلاط على الإسراع في تشكيل الحكومة، وهو ليس متمسكا بالعدد 18، “ولتكن من عشرين أو حتى 24 ” كما قال، ليضيف، ودائما بحسب المعلومات: صرنا شعبا متروكا، وعلينا التمسك بما تبقى من المبادرة الفرنسية “. وأبدى جنبلاط رغبته بالإنفتاح على التيار …
ماذا تعني هذه التكويعة الكاملة لجنبلاط ؟، زعيم المختارة كان قال منذ شهر تقريبا: “هناك واحد عبثي في بعبدا، ميشال عون يريد الانتحار، فلينتحر وحده هو والغرف السوداء والصهر الكريم، ويا ليته كريم.” … لكن كلام شباط يمحوه آذار، فتكويعة اليوم تعني أن جنبلاط طوى هذه الصفحة ويريد التهدئة، ومن غير المستبعد أن يكمل الإستدارة بأن تشمل التهدئة المكون الشيعي…
السؤال هنا: كيف سيتلقف الرئيس المكلف استدارة جنبلاط؟، الكرة في شباكه، فهل يسير في “كحل” الاختصاصيين لينجو من “عمى” التكنوسياسية، التي طالبه فيها السيد حسن نصر الله؟ الإثنين لناظره قريب، فاللقاء سينعقد انطلاقا من معطيين جديدين: رسائل نصرالله، واستدارة جنبلاط.
لكن البداية ليست من هذا التطور، بل من مناسبة بدل أن تكون للفرح أصبحت للحزن والألم والدموع، على دماء سقطت وأرواح زهقت بسبب إهمال أو إرهاب، لكن النتيجة أنه في عيد الأم: أمهات فقدن أبناءهن في المرفأ، وأبناء فقدوا أمهاتهم في الجريمة ذاتها، ولم يتبق سوى صور محفورة في القلب والذاكرة.