تتجه الأنظار الى فيينا، حيث تعقد الثلثاء المقبل محادثات في شأن الإتفاق النووي الإيراني.
هذه المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، ستكون على شكل مجموعات عمل، يشكلها الإتحاد الاوروبي، إضافة الى روسيا والصين، تناقش ما يتعين على الولايات المتحدة وإيران القيام به لاستئناف العودة الى الاتفاق النووي.
وساطة فيينا، هي محاولة جديدة لإنقاذ الإتفاق النووي، فهل ستنجح في تأمين عودة مشتركة لطهران وواشنطن الى الاتفاق، أم تواجه تصلبا يجعل الديبلوماسية المكوكية لا تتخطى، على الأقل حاليا، تكريس وضع الخطوة الأولى، ولو المتقدمة في طريق المناقشات الصعبة بين البلدين؟.
العالم كله ينتظر تبلور صورة فيينا، مع كل ما تحمله من ارتدادات، لا سيما في الشرق الأوسط، تماما كما ينتظر العالم تبلور صورة توقيفات الاردن، الذي أحبط، بحسب وزير الخارجية الاردني، مخططا لضرب البلاد وصل الى حد تحديد وقت التنفيذ، بالتعاون مع جهات خارجية، رفض الوزير تحديدها، ولكنه أصر على أن اجندتها انطلقت من إضعاف موقف الاردن الثابت في قضايا أساسية في المنطقة.
بعدم كشف الاردن حتى الساعة، هوية الجهات الخارحية وماهية المخطط اوالعملية، تكون عمان حفظت كل خياراتها المستقبلية، وأصبحت قادرة على التحكم بإبعاد ما يمكن تسميته، فتح أبواب جهنم عليها.
أبواب جهنم التي أغلقها الاردن، مفتوحة على مصراعيها في لبنان. فكل ما حكي عن إيجابيات في تأليف الحكومة يبدو بعيدا عن الواقع. والاعياد التي تكاد تنتهي، لم يسجل أي محاولة للاستفادة من هدوئها، في سبيل تذليل العقبات الجديدة التي ولدت في مواجهة مبادرة حكومة ال- 3 ثمانات.
فهل العقبات الجديدة مرتبطة فعلا بتوزيع الـ 8 حكوميا، أم بحقية الداخلية، أم بعدد الوزراء المسيحيين؟، أم انها مرتبطة بعدم رغبة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بتشكيل حكومة تضطر لوقف الدعم واتخاذ قرارت غير شعبية، وفي ظل عدم مبالاة الدول التي لطالما وقفت الى جانب لبنان في أزماته الاقتصادية، باستثناء فرنسا؟.
أم أن كل هذه العقبات، مع كل ما سرب من موافقات على التأليف، لا يتعدى التكتيك السياسي الذي ينتظر، من بين ما ينتظره تبلور صورة فيينا؟.
قبل بدء الاسبوع الجديد، ومع قيامة السيد المسيح، عودة سنوات الى الوراء.. سنوات كتب خلالها في مقدمات نشرات الاخبار: نعايدكم مع أمل قيامة لبنان …قيامة لا بد أن ننتزعها على درب آلام المسيح، من مغارة بيت لحم الى القيامة في القدس.