يبحث ديفيد هيل، مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى عن شريك لبناني، يعمل مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على مساعدة لبنان للخروج من ازمته.
هيل الذي يغادر منصبه قريبا، لم يعد في مركز قرار، ويمكن اختصار جولته بمحاولة حض المسؤولين اللبنانيين على ان يكونوا مرنين في تأليف الحكومة.
الثابت في كل جولات هيل وغيره من مسؤولي المجتمع الدولي، وضع الاصلاحات اولا كشرط لأي حكومة منتجة قادرة على اعادة كسب الثقة، واستعادة الدعم المالي من حول العالم ….
اما المتغير، فهو الحديث عن شكل الحكومة، بين تكنوقراط، وتكنوسياسية، فيها تمثيل لحزب الله أو من يسميه حزب الله، أو مرفوض فيها تمثيل الحزب ولو بأي طريقة من الطرق.
المهم، أن الاميركيين والاوروبيين يبحثون وأن السياسيين اللبنانيين، الذين يمسكون بجزء من عقدة التأليف، لا يسمعون، بل يسمعون هيل وغيره من “حلالي” العقد اللبنانية، وجهة نظرهم لاسباب عرقلة تشكيل الحكومة.
اما الاهم، فهو واقع ان لبنان خارج الاهتمام الدولي وخارج اولويات واشنطن، المنهمكة بالانسحاب من افغانستان من دون شروط، وبالملف النووي الايراني الذي يواجه معارضة كبيرة من دول الخليج، ومن اسرائيل اولا، وقد ترجمت هذه المعارضة بالهجوم على المفاعل النووي الايراني في نطنز، وصولا الى الصراع مع الصين وآخر فصوله وصول وفد اميركي الى تايوان في عز الحديث الاميركي عن عدوانية صينية متزايدة تجاه تايوان.
هيل الذي يستكمل جولته بلقاء صباحي غدا في بعبدا، سيتناول الى الملف الحكومي، موضوع ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، في وقت لم يوقع رئيس الجمهورية على تعديل مرسوم توسيع رقعة التفاوض، تاركا لنفسه حق القرار، وفاتحا امام المعنيين بابا للعودة الى الناقورة، ليبنى حينها فقط على الشيء مقتضاه.
استعراض كل هذه المعطيات يوصل الى نتيجة واحدة:
حتى الساعة لا حلحلة على مستوى تأليف الحكومة داخليا، والسياسيون لم يحسنوا التقاط لحظة فرصة الاستفادة من عدم وضعنا على اولويات العالم اولا والجوار الاقليمي ثانيا، اما المواطنون فمن ويل الى آخر، ولطرابلس وحدها الف قصة وقصة.