مرة جديدة، طارت مفاوضات ترسيم الحدود مع اسرائيل ومرة جديدة خسرنا استخراج الغاز، ومعه احلام اللبنانيين بأن يصبح لبنان بلدا نفطيا.
اي تفاوض حول العالم يعتمد الصدقية والشفافية، وكل تفاوض مبني على عكس ذلك، نتيجته الفشل.
عندما عادت المفاوضات الى الناقورة بعد انقطاع اشهر، وصل الوسيط الاميركي وفي جعبته ضوء اخضر، والا اصلا لما كانت عادت المفاوضات ولما كان عادJohn De rosher .
الضوء الاخضر كان لبنانيا وهو ارتكز على خطوط التفاوض، قابله من الجانب الاسرائيلي الموافقة على سلسلة نقاط.
وعلى اساس موافقة الفريقين اللبناني والاسرائيلي على كل ما تقدم، وصل الوفد الاميركي الى بيروت، من دون ان تنقطع الاتصالات بينه وبين اللبنانيين من جهة, والاسرائيليين من جهة اخرى.
استؤنفت مفاوضات الناقورة الثلثاء، ولكن بعد ساعات طويلة من عرض الخرائط والخطوط، رأى الوسيط الاميركي ان انقلابا حصل على الاتفاق، وان الجانب اللبناني خرج عما سبق واتفق عليه، فاتخذ القرار .
الوفد الاميركي يعود بعد ساعات الى الولايات المتحدة، معتبرا انه طعن في الظهر، وانه لما كان قبل بلعب دور الوسيط تحت هذه الشروط.
اما جلسة التفاوض التي كان مفترضا ان تعقد اليوم، فطارت وطيرت معها صدقية لبنان، واطاحت بالوقت الذهبي لاستخراج النفط والغاز، في ما العدو الاسرائيلي ينقب، ويستخرج، ويضخ الغاز في الاسواق العالمية.
ومن فشل مفاوضات الترسيم الى فشل مفاوضات التأليف، التي دخلت اليوم سباقين جديدين.
الاول على مسار الديبلوماسية الفرنسية والثاني مسار الديلوماسية العائدة بين السعودية وسوريا .
على خط المسار الاول، يبدو ان صوت الحريري وتلويحه بالاعتذار عن التكليف وصل الى باريس، اذ تتحدث المصادر الصحافية من هناك، عن ان وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان سيلتقي الحريري غدا.
فهل يكون الحديث عن اعتذار الحريري مجرد مناورة، لان نتائجها خسارة مكلفة امام بعبدا ورئيس التيار الوطني الحر؟ ولان قوة الرئيس الحريري فعليا هي بدخوله مجددا السراي رئيسا للحكومة اللبنانية.
اما مسار المفاوضات السعودية الايرانية والسعودية السورية فمتقدم.
وهو حتى لو لم يبلغ خواتيمه بعد، فان نجح ستكون له ارتداداته اللبنانية، وخاسرون منه ورابحون… وعلى رأس الخاسرين حتما الرئيس سعد الحريري .
فهل يسارع الحريري الى تقديم تسويات تؤدي الى تأليف حكومة، لا سيما ان داعميه المحليين كثر وهم حتى الساعة يستمعون اليه جيدا، من حزب الله اولا الى الرئيس نبيه بري ثانيا، ومعه وليد جنبلاط، في ما البدائل عنه لرئاسة الحكومة، والتي يطرحها خصومه المحليون، اي بعبدا والتيار الوطني الحر، فحظوظهم ضعيفة، لا سيما ان تجربة حسان دياب صعب ان تتكرر.
خلط الاوراق الاقليمي الدولي بدأ يتكشف، فهل يحمل معه الحل؟ الرئيس العراقي برهم صالح تحدث عن الاجتماعات الحاصلة بين ايران والسعودية وسوريا. فهل تطال رياح التغيير لبنان؟