كيف يمكن قراءة تطور الاحداث في الداخل الفلسطيني؟ كلمات قد تختصر الوضع حتى الساعة: لا جنوح نحو الحرب…
في الميدان، ردت اسرائيل على ما تعتبره تخطي اخطر الخطوط الحمراء… الصواريخ.
فنفذت عملية امنية معقدة، قتلت خلالها قائد لواء غزة في حركة حماس ومعه ستة عشر شخصا من مساعديه، كلهم مرتبطون بتكنولوجيا الصواريخ.
فهؤلاء، تخطوا الخطوط الحمر، وقلق اسرائيل اصبح واقعا، لا سيما بعدما نقل الاعلام من الداخل الاسرائيلي، عن خبراء قولهم، انه ولاول مرة ثبت ان لدى حماس والجهاد قدرات صاروخية اكثر دقة من المعروف.
مشهد وابل الصواريخ، التي هزت المدن الكبرى وابرزها تل ابيب يترافق مع عمليات نفذها فلسطينيو الداخل في عدد من المدن المشتركة مع الاسرائيليين، وابرزها اللد، دفع العالم الى التحرك، والمطالبة بوقف النزاع الذي قد يجر المنطقة الى حرب…. وهنا خط احمر ثان….
فالشرق الاوسط برمته، وخلفه الولايات المتحدة واوروبا في مسار تفاوضي سريع، لا يريد احد من هذه الدول تعريضه للخطر…
على هذا الاساس، يصل موفد اميركي إلى الشرق الأوسط لحض الإسرائيليين والفلسطينيين على وقف التصعيد، وليس لمعالجة المشاكل المرتبطة بحل الدولتين، بعدما سبقه للغاية ذاتها، وفد مصري دخل على خط النار الاسرائيلي الفلسطيني، وبدأ محادثات مع حماس تتبلور صورتها في ساعات…
اما الحكومة الاسرائيلية المصغرة، ولو هددت بتوسيع رقعة العمليات، الا ان كل المعلومات الميدانية تشير الى عدم التوجه نحو عملية برية، فلا حشود عسكرية إسرائيلية على الحدود مع غزة حتى الساعة، ولا استدعاء لقوات الاحتياط، ما يرجح ان يكون التصعيد تكثيفا للغارات ليس اكثر.
على وقع ما يجري بين اسرائيل والفلسطينيين برز اليوم، لقاء وزير الخارجية الايراني في دمشق… لغة محمد جواد ظريف تجاه الاحداث المتسارعة جاءت ديبلوماسية بامتياز، بعيدة عن التهديد المباشر.
فالاهم بالنسبة لايران التي تفاوض الولايات المتحدة في فيينا، الرسائل الايجابية، التي اطلقت من دمشق، حول المحاولات التخربيبة للبعض لعرقلة المفاوضات، وصولا الى تقدم المحادثات الايرانية السعودية من اجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
بين الخطوط الحمر الدولية، والاقليمية والاسرائيلية الفلسطينية، يلعب الافرقاء على حافة الهاوية، وكلهم واعون ان لا مجال للسقوط فيها اليوم….