IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”LBCI” المسائية ليوم السبت في 22/05/2021

نجح الرئيس نبيه بري في ضبط إيقاع جلسة مجلس النواب، لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول تأليف الحكومة. رسم مسار الجلسة بدقة وحدد هدفها: ممنوع تفجير مجلس النواب، مع كل ما يحمل ذلك من تداعيات في الشارع.

على مدى ثمان وأربعين ساعة لم تتوقف الاتصالات بين المعنيين: الرئيس بري فتح الخطوط مع “بيت الوسط” و”حزب الله” فتح الخطوط مع بعبدا و”التيار الوطني الحر”. وعلى وقع الاتصالات المكثفة، أمسك بري والحزب، العصا من النصف وعقد لقاء اليوم.

قال جبران باسيل ما عنده، وكذلك فعل سعد الحريري. والجلسة بدل أن تختتم بقرار، ختمت بموقف حفظ للرئيس المكلف الحق في العمل على تأليف الحكومة، وحفظ لرئيس الجمهورية الحق بالتوافق مع الرئيس المكلف على التأليف.

مبدئيا، خرجت السلطة من الجلسة بأقل الأضرار الممكنة، ولكن الى أين بعد اليوم؟. عود على بدء. لا شيء يوحي بتأليف سريع للحكومة، حتى لو تحدث بعض المعلومات عن تطور بسيط في موقف الطرفين المعنيين، لم تتضح معالمه حتى الساعة.

فموقف الرئيس الحريري واضح، وهو السقف الذي وضعه في كلمته ولا تراجع عنه. فالحريري أعلن أنه “لن يشكل حكومة كما يريدها فريق رئيس الجمهورية، او أي فريق سياسي بعينه، وهو لن يشكل سوى حكومة كما يتطلبها وقف الانهيار، ومنع الارتطام الكبير الذي يتهدد اللبنانيين”.

موقف كتلة “لبنان القوي” أيضا واضح، وهو يعتبر أن جلسة اليوم كشفت من يريد تأليف الحكومة ومن يرفضها. فباسيل أعلن “عدم رفض ترؤس الحريري للحكومة”، معتبرا أن “مجرد تقديمه لائحة مفصلة حسب الاصول، هو اليوم الذي يكون ينوي فيه تأليف الحكومة، وإلا طالب ب -“الذهاب الى تعديل دستوري، يحدد أسقفا زمنية للتكليف والتأليف”.

وحتى تصويت مجلس النواب على مضمون الموقف برفع الأيدي جاء بالسيناريو المعتا، صدق. قبل أن تعد أصوات النواب، ولكن البارز فيه عدم تصويت كتلتي “لبنان القوي” و”الجمهورية القوية”، وهما أكبر كتلتين مسيحيتين، على الموقف النيابي الموحد.

فكتلة “التيار” تعتبر أن ما حصل أقل من المطلوب، وهي لم تكن على علم بمضمون القرار. أما كتلة “القوات” فتقول إنها مع الأسباب الموجبة التي وردت في موقف المجلس، لكنها تصر على أن نتيجة هذه الاسباب تقود الى انتخابات مبكرة، وتاليا فهي تعتبر ان التعويل مجددا على اتصالات بين الرئيسين لتشكيل الحكومة لا موجب له، بل يجب الذهاب الى انتخابات، تعيد للشعب اللبناني كلمته وتعيد بناء السلطة.

مبدئيا إذا، فات قطوع المواجهة السياسية، ولكن ماذا عن همومنا نحن المواطنين؟، عن تزايد الفقر، الدعم بالقطارة، غياب البطاقة التمويلية، القلق من لحظة الارتطام العظيم التي تتحملون مسؤوليتها انتم وحدكم؟ ماذا عن الاصلاحات التي يشترط المجتمع الدولي تنفيذها للحصول على دعم مالي ضروري يخرجنا من دوامة الانهيار الاقتصادي؟.

يللي استحوا ماتوا، وانتو ما بتستحوا، مطلوب منكم حكومة، وحكومة فاعلة ونقطة على السطر. أما البحث عن “الوحدة قبل أن تذهب ريحنا” كما قال الرئيس بري، فضرب من الخيال، مثل ضروب الفساد.