أيها المواطن … فكك وحلل هذا اللغز:
إذا كان سعد الحريري وجبران باسيل إيجابيين في تشكيل الحكومة، فمن أين تأتي السلبية ؟
الرئيس الحريري، وبحسب بيان كتلة المستقبل، “عرض أمام اعضاء الكتلة بالتفاصيل كافة التسهيلات التي قدمها طوال هذه الفترة من أجل تشكيل حكومة إنقاذ، ضمن إطار الدستور وشروط المبادرة الفرنسية”.
النائب باسيل يقول بعد اجتماع التكتل: “لن نترك مجالا لأي امر يمكن ان نقوم به الا ونفعل للتسهيل، لأننا نريد حكومة وبرئاسة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري”.
ما شاء الله! ألهذه الدرجة الشعب غبي لتستهبلونه؟ عذرا للتعبير، ولكن لا يمكن إيجاد ما هو أدق منه لتوصيف كيف تعاملون الشعب!
غريب كيف التقيتما على استعمال جملة “تقديم التسهيلات لتشكيل الحكومة”. تكتل المستقبل استعملها في بيانه، والنائب باسيل استعملها في بيان، فإذا كان هذا هو التسهيل، فكيف يكون التصعيب؟ وماذا تسميان هذه الشهور التي انقضت منذ التكليف؟ هل كانت شهور تسهيل؟
بيانا المستقبل وتكتل لبنان القوي، أثبتا ما قاله الرئيس بري الاسبوع الفائت من أن عقدة التشكيل داخلية مئة في المئة، وهي عالقة بين بيت الوسط والبياضة…
توقفوا عن إيهام الناس أنكم تعملون لأجلهم …أنتم تعملون لأجلهم، وإلا كيف تفسرون أخذكم الشعب رهينة إلى حين تحقيق شروطكم. البلد ليس على شفير الإنهيار، البلد إنهار وقضي الأمر فتوقفوا عن نصائحكم الخيرة لوقف الإنهيار:
لعلمكم، عل مستشاريكم لا يخبرونكم:
الدواء مفقود، وأنتم تعلمون السبب، فمن يغطي الوكلاء؟
البنزين بالقطارة، وأنتم تعلمون السبب، فمن يتفرج على التهريب؟
الدعم في خبر كان، فتوقفوا عن نظريات الترشيد.
من منكم انقطع من دواء أو بنزين أو سلعة غذائية أو انقطعت عنده الكهرباء؟ أنتم تعيشون في انفصال وانفصام عن الشعب فكيف تشعرون بمعاناته؟
لو كنتم تشعرون بمعاناته لما كنتم توقفون البلد من أجل من يسمي آخر وزيرين! أنتم تفتشون عن إنقاذ أنفسكم لا عن إنقاذ الشعب، تعرفون أن تراجعكم في موضوع التشكيل سيؤدي إلى هزيمتكم في الإنتخابات، ولكن هل سألتم من سيبقى إلى حين إجراء الإنتخابات؟
ما سيبقى هو فسادكم، وهو الذي جعل البنك الدولي يضع ازمتنا بين أول ثلاث أزمات يشهدها القرن.