الطبيعة اصدق انباء من السياسة.. الطبيعة لا تخطئ، تقسو لكنها لا تغدر ولا تفاجئ… الطبيعة قست اليوم ستين دقيقة كانت كافية لكشف غياب الصيانة ومطابقة شروط السلامة العامة… الطبيعة كشفت اليوم أن بعض الإدارات الرسمية يتحمل المسؤولية، تماما كبعض القطاعات الخاصة الذي يتحمل المسؤولية ايضا…
الوزارات المعنية تتحمل المسؤولية، مجلس الإنماء والإعمار يتحمل المسؤولية، الشركات المتعهدة تتحمل المسؤولية بعض الورش يتحمل المسؤولية…
أما الفضيحة فهي أن التقصير يتجدد عند بداية كل موسم: طرق تتحول إلى بحيرات، أما المسؤولية فعلى مسؤولين محميين لا يصل إليهم سيف المحاسبة، ومنشآت ورش لا تطابق شروط السلامة العامة, فتنهار السقالات فيها مسببة خسائر فادحة، فمن يعوض؟
ما حدث ليس من فعل الطبيعة بل من فعل تقصير الإنسان, سواء كان في الإدارات العامة أو في مؤسسات خاصة… وفي غياب المحاسبة ستعود الطرق لتتحول إلى بحيرات عند كل شتوة، إذ أين المفاجأة في أن تمطر في عز الخريف؟
الطبيعة لا تمهل، أما السياسة فتهمل…
هذا الأسبوع دخلت البلاد الشهر السادس على تكليف الرئيس الحريري تأليف الحكومة، العقد تجتر نفسها ولم يتبق منها سوى عقدة القوات اللبنانية, التي تقول إنها تنتظر جوابا من الرئيس المكلف على ما قدمته من عرض مكتوب…
وفي غياب المعطيات الداخلية الجديدة، معطيات خارجية يمكن البناء عليها: المعطى الأول، زيارة الرئيس الحريري للسعودية ولقاؤه ولي العهد، والثاني، معلومات تفيد أن واشنطن حثت الرئيس الحريري على الإسراع في تشكيل الحكومة، وأن يكون التشكيل هذا الأسبوع.