لا صوت يعلو فوق صوت خراطيم محطات البنزين… ينتظر المواطن في طابور يمتد حسب الوصول باكرا إلى المحطة، وبعض أصحاب المحطات يحاولون إبقاء بعض الليترات في الخزانات، علهم يستفيدون من فارق الأسعار التي سترتفع.
ولا صوت يعلو فوق صوت قطع الطرقات … من يقطع؟، كيف يقطع؟، كيف يعيد فتح الطرقات؟، ظاهرا إنه صوت وجع الناس من دولار تجاوز سعر الـ 18 ألف ليرة، ومن صفيحة بنزين بات الحصول عليها يتطلب انتظارا لساعات، ومن دواء غير متوافر، ومن مواد غذائية ترتفع أسعارها بنسب جنونية … يأتي قطع الطرقات فشة خلق على كل ما سبق، لكنه لا يعالج، لأن المعنيين لم يشعروا بالوجع بعد.
واليوم حصل التباس لكن من العيار الثقيل، ولولا التوضيحات التي تبعته لكان ربما تسبب بمشكلة ديبلوماسية.السفارة الإيرانية في بيروت تغرد فتكتب: “وصول ناقلات النفط الإيرانية الي بيروت بغنى عن تفاهات السفيرة الأمريكية. لا ينبغي للسفيرة أن تتدخل في العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الإيراني واللبناني”.
بدء التغريدة بكلمة “وصول” جعل البعض يعتقد بأنها “وصلت “، علما أن المقصود غير مرتبط بزمان او بتوقيت معين ، وهذا ما تسبب بالإلتباس. سارعت المديرية العامة للنفط إلى التوضيح أنها “لم تتسلم أي طلب إجازة من أية جهة رسمية كانت أم خاصة، لاستيراد النفط من إيران”..
لكن التغريدة ليست ملتبسة، ربما تكون ربط نزاع مع السفارة الأميركية في عوكر، فهل نشهد مواجهة ديبلوماسية بين سفارتي واشنطن وطهران على أرض لبنان، من بوابة البنزين؟.
في المقابل، مواجهة من العيار الثقيل اندلعت على مواقع التواصل الاجتماعي بين حركة “أمل” و”التيار الوطني الحر”، استخدمت فيها أقذع العبارات والمصطلحات، ومن عيناتها: شعبة رويسات جديدة-المتن في حركة “أمل” تقول: “إن عتبات درج المتحف الوطني حيث مصافحة جنرال العهد القوي الشهيرة، التي لم يمحوها سوى نجيع دماء المقاومين في حركة “أمل”.
يهاجم النائب جورج عطالله النائب علي خريس فيكتب: “يخرس الخريس دهرا لينطق عهرا دفاعا عن نبيهه ملك الأرانب، وشريك النص وشافط الصناديق حتى جمهور الخريس يعرف ملك الفساد”….
عند وصول تبادل الهجمات إلى هذا المستوى، مسارعة لوقف النار الإعلامية: التيار “طلب من مناصريه وقف التراشق، إفساحا في المجال أمام السيد نصرالله في مسعاه الحكومي” … حركة “أمل” التي لفتت إلى أنها كانت في موقع الرد على ما وصفته “تغريدات تستهدف الرموز والقيادات “، طلبت من المناصرين “وقف السجال مع التيار”. ولكن على رغم تزامن بياني التهدئة، إلا أنه سجلت خروقات لهذه التهدئة من الطرفين .
في المقابل، كانت قمة درزية جنبلاطية – أرسلانية تعقد في خلدة، بين وليد جنبلاط وطلال ارسلان … صحيح أن رئيس “حزب التوحيد العربي” وئام وهاب كان ثالثهما، لكن ترتيب المقاعد أوحى بالثنائية الدرزية وليس بالثلاثية، حيث أن الوزير السابق وئام وهاب جلس الى جانب الوزير السابق غازي العريضي الذي رافق جنبلاط، ولم توضع له كرسي ثالثة إلى جانب جنبلاط وارسلان.
كل هذه الأمور، على أهميتها، تصبح ثانوية، حين يصل الدولار إلى 18 الف ليرة، والناس تنتظر بالطوابير على المحطات.