IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأحد في 28/10/2018

السؤال الذي تبدو الإجابة عنه نوعا من المخاطرة هو: هل تولد حكومة العهد الأولى وحكومة الحريري الإبن الثالثة في بدء السنة الثالثة للعهد؟.

الجواب ينطلق من المعطيات التالية: الرئيس المكلف قدم عرضا نهائيا إلى “القوات اللبنانية” وينتظر جوابها عليه، فإذا وافقت على العرض يتوجه الرئيس المكلف إلى قصر بعبدا ويطلع رئيس الجمهورية على الصيغة النهائية للتشكيلة، وإذا رفضت العرض، هناك احتمالان: إما أن يصار إلى التفتيش عن توزير من يأخذون حصة “القوات”، وإما أن يجري الرئيس المكلف جولة مشاورات جديدة انطلاقا من قوله أكثر من مرة إنه لا يشكل حكومة من دون “القوات”.

في السياسة، وأمام الرأي العام، ولاسيما “القواتي” أو المسيحي منه، فإن “القوات” في وضع لا تحسد عليه، فإذا وافقت على العرض تكون خفضت سقفها بشكل لافت: فهي انطلقت من المطالبة بخمس حقائب، بينها حقيبة سيادية، ثم تراجعت إلى أربع حقائب بينها حقيبة أساسية أو وازنة، ثم قالت إنها لا تقبل بالفتات، واليوم ما يعرض عليها هو “فتات” من وجهة نظرها، فهل توافق عليه؟، وكيف ستواجه جمهورها؟، إذ إنها بكتلة نيابية من ثمانية نواب كان لديها أربعة وزراء، وبخمسة عشر نائبا سيكون لديها أربعة وزراء أيضا، وليس بينهم حقيبة اساسية ووازنة كحقيبة الصحة؟.

أما إذا رفضت العرض، فهذا يعني أنها ستخلي ساحة السلطة التنفيذية لحكومة قد يطول عمرها إلى نهاية ولاية مجلس النواب، أي في حزيران من عام 2022، فهل تتحمل البقاء خارج السلطة أربع سنوات؟.

أسئلة صعبة وكبيرة مطروحة على معراب، ولكل جواب مفاعيله ومضاعفاته، خصوصا أن هناك من سيذكر الدكتور جعجع بقوله الشهير منذ أسبوع: “يضحك كثيرا من يضحك أخيرا”. الـ “أخيرا” ستكون هذا الأسبوع على أبعد تقدير، فمن سيضحك، وطويلا؟.

في أي حال، تقاطعت معلومات حصلت عليها الـLBCI هذا المساء، مفادها أن “القوات” تتجه إلى قبول عرض الرئيس الحريري وسيتم إبلاغه بالقبول، على ان تكون الحكومة مساء غد أو صباح الثلاثاء.

تبقى “العقدة الصغيرة” التي تحدث عنها الرئيس الحريري، وهي عقدة تمثيل سنة الثامن من آذار. فهل يبقى على تهديده أنه إذا حشر بتوزير واحد منهم، “فليفتشوا عن غيري”؟، أم إنه سيتراجع في اللحظة الأخيرة؟.

رائحة الحكومة الجديدة بدأت تفوح، ولكن قبلها هناك روائح كريهة تخنق الأنفاس في محيط مطار رفيق الحريري الدولي، فهل يبدأ علاجها، أم تترك للحكومة العتيدة؟.