لم يعد السؤال: هل تقع الفتنة بين السنة والشيعة؟، بل السؤال: كيف تقف الفتنة؟ ومن يوقفها؟.
هذا الكلام مبني على وقائع: بيان “إتحاد أبناء العشائر العربية في لبنان”، المؤلف من سبعة أسطر، وردت فيه كلمة “فتنة” خمس مرات، بمعنى أنها وردت تقريبا في كل سطر، حين يكون الأمر كذلك، والعشائر هي أحد طرفي هذا النزاع، فيما الطرف الآخر “حزب الله” الذي لم يخل بيانه أيضا من كلمة “فتنة” من خلال الطلب إلى “الأجهزة ملاحقة المحرضين، الذين أدمنوا النفخ في أبواق الفتنة واشتهروا بقطع الطرقات وإهانة المواطنين”.
حادثة اليوم مربوطة بعملية الثأر أمس. عملية الثأر أمس مربوطة بحادثة وقعت منذ سنة وقتل فيها شقيق القاتل أمس، على يد من سقط ثأرا… هكذا، كل طرف يلقي المسؤولية على الطرف الآخر، والفعل وردة الفعل يستمران إلى ما لا نهاية في كل مرة تترك فيها الجرائم من دون أحكام قضائية، فتكون الكلمة للثأر، ومن بوابة الثأر تدخل الفتنة “بكل رياحة” خصوصا إذا وجد من ينفخ في نارها، فتصل إلى ما وصلت إليه كما حدث اليوم.
منذ سنة قتيل…لا أحكام… أمس ثأر لسقوط القتيل… اليوم غضب فتوتر فكمين فطرق لأبواب الفتنة.
حادثة خلدة في السياسة: كيف سيتصرف “حزب الله”؟، كيف ستتصرف القيادات السنية؟، هل من انعكاس لها على مساعي تشكيل الحكومة؟، هل تحجب الأنظار ولو جزئيا عن ذكرى انفجار المرفأ؟.
الأجوبة ليست سهلة، فالأرض تموج تحت أقدام طرفي النزاع، والمنطقة التي وقع فيها الإشتباك حساسة جدا، فهل يعطى الجيش الضوء الأخضر لوأد الفتنة؟، أم مطلوب أن يتأجج النزاع؟.