في الرابع من آب، أطلقت ثلاثة صواريخ مجهولة المصدر من الاراضي اللبنانية صوب الداخل الاسرائيلي.
ردت اسرائيل، وكسرت لاول مرة فجر الخميس قواعد الاشتباك التي وضعت في العام 2006، فأغار طيرانها الحربي على مناطق مفتوحة في لبنان.
اليوم، رد حزب الله، فقصف مناطق مفتوحة داخل اسرائيل، فجاء الرد الاسرائيلي ورد حزب الله عليه متطابقان: تقصفون مناطق مفتوحة، نقصف مناطق مفتوحة، والهدف بالنسبة لحزب الله على الاقل يبدو انه تحقق: العودة الى قواعد اشتباك العام 2006.
تبادل الرسائل بين حزب الله واسرائيل انتهى، ولكنه اسفر عن تداعيات خطرة في الداخل اللبناني، انطلقت من بلدة شويا، لتصل الى تل نحاس على مفترق بلدة دير ميماس، وصولا الى طريق الرويسات صوفر.
فاعتراض مواطنين من شويا عناصر حزب الله، نفذوا عملية اطلاق الصواريخ لم يمر، والجواب اتى عبر طرد مزارعين من حاصبيا كانوا في تل نحاس، لتختتم دائرة الاحتقان بتكسير فانات في الرويسات صوفر كانت تتجه بقاعا.
مرة جديدة، ثبت ان البلد يقف على كف عفريت.
فهو نجا الاحد الفائت من اشتباك خلدة، وطرفاه : عناصر من حزب الله وآخرون من عرب خلدة.
كما نجا الاربعاء من اشتباك القوات الشيوعي في الجميزة، لينجو اليوم من اشتباك شويا وامتداداته، وطرفاه عناصر ومناصرون من حزب الله وآخرون من سكان شويا وحاصبيا ومحيطهما.
سكان شويا قالوا اليوم ما يقوله اللبنانيون ضمنا: لا سلاح مخزنا في الاماكن السكنية، ولا صواريخ تطلق من هذه المناطق او من جوارها، فتعرض المدنيين للخطر، هم الذين لم ينسوا بعد صوت انفجار بيروت، وجروحه التي لم تندمل.
اليوم نجا لبنان من خطأ تكتيكي في شويا، كادت تداعياته ان تكون استراتيجة، فهل يسلم البلد امام مطبات واخطاء قد تكون اخطر واكبر؟
وحدها الدولة والقلة القليلة من العقلاء قادرة على منع الانزلاق الكبير، ووحده تأليف الحكومة، الان، قادر ربما على تهدئة النفوس قبل العقول، لتبدأ مرحلة جديدة.
مرحلة اعادة بناء دولة حقيقية، دولة لا شريك لها.