أمام محطات المحروقات طوابير، وعلى معابر التهريب طوابير، أمام المحطات ذل، وعلى معابر التهريب إذلال لهيبة الدولة: رئاسة الجمهورية، رئاسة مجلس الوزراء، مجلس الوزراء، قيادات الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والجمارك، جميعكم لا تجرؤون على وقف التهريب، الذي بدل ان يكون في خزانات المستشفيات في لبنان، اصبح في سوريا؟ أنتم إما عاجزون وإما متواطئون، وفي الحالين النتيجة ذاتها.
وما يقال عن المحروقات يقال عن الدواء. إنها الدوامة. بداية، إنها مسؤولية السلطة السياسية، اي مجلس الوزراء، وتحديدا وزير الصحة الذي يلقي كرة النار على مصرف لبنان. مصرف لبنان يرد بأنه لا يستطيع المس بأموال المودعين، إذا لا دعم. الوزير يطلب من الشركات المستوردة تسليم الدواء ب”ميني دعم” لكن الشركات ستستورد ب”فريش دولار” أي على سعر السوق، ولن تقوم بهذا الأمر. الوزير يحسم موضوع التسعير، فيؤكد أنه لن يقوم بهذا التسعير على سعر العشرين ألف ليرة لبنانية، بل سيلتزم منصة صيرفة، أي على أقل بكثير من دولار السوق السوداء. المستودعات ستفرغ، الاستيراد سيتوقف. أهلا بالدواء من الشرق: من إيران ومن الصين وبنغلاديش، ومن سائر دول الشرق، ومن لا يعجبه الدواء الإيراني فلا يأخذه.
وزير الصحة يعلن: “تم اتخاذ قرار الإستيراد الطارئ والتسجيل السريع بسبب فقدان الدواء في السوق”.
إحفظوا جيدا: “الإستيراد الطارئ، والتسجيل (أي تسجيل الدواء) السريع. ودعوا الأدوية التي كنتم معتادين عليها، وابدأوا باختبار أدوية الإستيراد الطارئ والتسجيل السريع. ما بالكم؟ هل يعقل أن يتجه البلد شرقا ويبقى الدواء وحده من الغرب؟ يجب ان يأتي الدواء من حيث يتجه البلد.
حكوميا، بدأ الاسبوع الثالث على التكليف، وفي اختصار وفق مصادر عليمة وموثوق بها ومواكبة لعملية التاليف: جمود واتصالات خجولة جدا، ولكن لا نتيجة إيجابية حتى الساعة. المساعي مستمرة حتى لو لم يظهر اي بصيص الى الآن.