لم يعد السؤال: متى يؤلف؟، بل متى يعتذر؟. الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لم يكن يريد أن يصدق أن وظيفة تدوير الزوايا يمكن أن تمتد إلى ما لا نهاية، طالما هناك تدوير وطالما هناك زوايا، فكلما دور زاوية، هناك من يضع أمامه زاوية جديدة، وهكذا دواليك، إلى ما لا نهاية.
الرئيس ميقاتي لم يعد لديه ما يقدمه، فهل يبقى يحاول تركيب “بازل” الحكومة، فيما “بازل” الدولة تتفكك قطعه الواحدة تلو الأخرى؟.
يبدو أن همته قد تلاشت، فلم يعد يصعد إلى قصر بعبدا كل يوم، وترددت معلومات أن الرئيس المكلف قد لا يزور بعبدا إلا عند نضوج التشكيلة، ولكن مع ذلك هل ينضم إلى نادي “المكلفين المعتذرين”؟، وإذا كانت العراقيل واضحة، فهل سيكتفي بالإثني عشر لقاء برئيس الجمهورية، أم يريد أن يكسر الرقم القياسي المسجل باسم الرئيس الحريري، أي تسعة عشر لقاء قبل الإعتذار؟.
يحدث كل ذلك، في وقت شهدت أزمة المحروقات مخرجا: المحروقات على دولار 8000 ليرة بعدما كانت على دولار 3900.
هذا المخرج سيرصد له 225 مليون دولار حتى آخر ايلول المقبل، ما يعني أن اجتماع بعبدا اشترى أربعين يوما ب225 مليون دولار. لكن السؤال يبقى: هل ستلتحق هذه الملايين بالمئتي مليون دولار السابقة التي ذابت في التهريب؟، هل مخرج اليوم هو بشرى للمهربين أم للمواطنين الذين يذلون يوميا في الطوابير؟.
الملاحظ أن بيان بعبدا تحدث عن “الحؤول دون تخزين مواد البنزين والمازوت والغاز المنزلي، أو احتكارها، أو استغلال المخزون الموجود حاليا لتحقيق أرباح غير مشروعة. ولم يذكر “التهريب”، فيما استدرك رئيس حكومة تصريف الأعمال هذا الامر، فأصدر بيانا لاحقا تحدث عن “منع التخزين والاحتكار والتهريب”.