صحيح ان مسودة تأليف الحكومة لم تكن الخميس مكتملة بعد، وفيها وزارات تحمل اكثر من اسم ليتوافق عليها الرئيسان عون وميقاتي، لكن التفاهم على المسودة شيء، والبيان العالي اللهجة لرؤساء الحكومات السابقين تجاه رئيس الجمهورية، والذي صدر بالتزامن مع لقاء بعبدا، شيء آخر.
فبعبدا اعتبرت ان البيان فخخ امكان التفاهم، وعلى هذا الاساس ردت، فاختلت العلاقة الهادئة التي كانت تربطها بالرئيس المكلف.
هذا الخلل تضاعف امس، بعدما اعلن ميقاتي في رسالة اولى ان بعض المعنيين بتشكيل الحكومة يتعاملون وكأننا بدستور ما قبل الطائف.
امام ما اعلنه ميقاتي، تؤكد بعبدا ان الطائف واضح وهو تحدث عن التوافق بين رئيسي الجمهورية والرئيس المكلف تأليف الحكومة، وتساءلت: هل اعترض رئيس الجمهورية على اي اسم اقترحه الميقاتي، ام ان تغيير الميقاتي للاسماء والحقائب، سحب فعليا من رئيس الجمهورية كل الحقائب والاسماء التي اقترحها هو؟
في علاقة بعبدا – بلاتينيوم، اي مقر رئيس الحكومة المكلف، توتر ما، دخل على خط تهدئته مجددا الوسيط الصديق بين الرئيسين. هذا الصديق يمسك بالرسالة الثانية التي اطلقها ميقاتي. فهو قطع الطريق على الراغبين باعتذاره، مؤكدا انه لن يفعل، ما يعطي المفاوضات دفعا جديدا.
فهل ينجح الصديق الوسيط باعادة الثقة بين عون وميقاتي تمهيدا لحسم النقاط العالقة في اسماء الوزراء، لا سيما ما يتعلق منها بحقيبتي الشؤون الاجتماعية والاقتصاد؟
حتى يأتي حدث ما، داخلي او خارجي، يفرض اعادة الثقة بين الرئيسين، لن تعلن الحكومة بسرعة، والترقيع في اختيار وزرائها، لا سيما من سيفاوض منهم صندوق النقد الدولي لن يمر، تماما كما لن يمر اي ترقيع او لفلفة لملفات الاحتكار والتهريب، على قاعدة استهداف فئة او حزب او مجموعة طائفية.
فاللبنانيون تعلموا من ازمتهم، وتراجعهم عن بناء الدولة اصبح من الماضي.