ماذا يجري بين عنقون ومغدوشة؟ “الوكالة الوطنية للاعلام”، مصدر الإعلام الرسمي للدولة اللبنانية، تقول إن بلدة مغدوشة تشهد أجواء من التوتر، بعدما دخل عدد من شبان بلدة عنقون عنوة أطراف منازل بلدة مغدوشة، وقاموا بضرب الأهالي وتكسير سيارات ومزارات في البلدة.
كيف يجرؤ أبناء عنقون مثلا على مهاجمة بلدة مغدوشة؟، إذا كانت حركة “أمل” تنصلت، على الأقل إعلاميا، وإذا كان “حزب الله” غير موجود في الإشكال، فهل من طرف شيعي ثالث خارج مشيئة “أمل” و”حزب الله” يتحرك في الجنوب؟، سؤال في غير محله، فالمهاجمون هم من “خندق عنقون” حيث يبدو أن هناك “خندق غميق أينما كان”، ويبدو أن حركة “أمل” استطيبت الهجوم والتهجم، حتى أن الذي تعرض لضربة سكين اليوم من أبناء مغدوشة هو مرافق النائب ميشال موسى عضو كتلة “التنمية والتحرير”، الذي لم يتفوه بكلمة حتى اليوم.
من يريد إحياء معركة شرق صيدا التي انتهت منذ ثلث قرن؟، يقولون في مغدوشة: كلمة واحدة من الرئيس نبيه بري تضع حدا لاعتداءات “خندق عنقون” على مغدوشة، فلماذا لا يعطي كلمته؟، هل ينتظر ليقولها بعد غد الثلاثاء في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر؟. ومن اليوم وحتى ذلك التاريخ، هل يضمن الرئيس بري عدم انفلات الوضع؟.
لا أحد يريد أن يصدق ان المشكلة مشكلة ملء خزان سيارة بالبنزين، بل يبدو أنها مشكلة قلوب ملآنة، فهل هكذا تقوي حركة “أمل” العصب لبعد غد الثلاثاء؟، ثم أين الدولة؟، أين وزراء الداخلية والدفاع والعدل؟، أين القوى الأمنية من جيش وقوى أمن؟.
إحسبوها عملية مداهمة، ففي أصغر مداهمة تتواجد قوة لو استخدمت لضبط اعتداءات أبناء عنقون، لكان باستطاعتها القيام بذلك، لكن يبدو أن القوى الأمنية إذا أرادت ان تضبط الوضع في عنقون فعليها أخذ الموافقة من “والي الجنوب”. والسؤال: ألا يستدعي ما يجري بين عنقون ومغدوشة، عقد اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع لمنع إشعال فتنة في الجنوب؟.
حكوميا، الوضع متوقف عند الإجتماع الثالث عشر، فيما الأجواء ما زالت مقفلة.على مستوى عمليات الدهم، فتح ملف الدواء على مصراعيه بعدما بدأت تتكشف تباعا قضية الأدوية المخزنة، التي حرمت الكثير من المرضى من أدوية كانوا بأمس الحاجة إليها.
عالميا، الصدمة الأميركية من أفغانستان تتوالى فصولا: بايدن يستعد لاستقبال جثامين ثلاثة عشر جنديا أميركيا، بالتوازي مع استقبال آخر المنسحبين من كابول.