في افغانستان تشكلت حكومة، وفي لبنان التشكيل متعثر. افغانستان نجحت، على الأقل في تداول السلطة، في تشكيل حكومة بعد يومين من إعلان سيطرتها على كامل أفغانستان.
في لبنان حيث “الله خلقنا وكسر القالب”، وحيث لا نرضى إلا أن نكون ” سويسرا الشرق”، وحيث لا نقبل إلا أن نتذكر أننا كنا مستشفى الشرق وجامعة الشرق وسياحة الشرق وفندق الشرق ومطعم الشرق … في لبنان هذا، نعجز عن تشكيل حكومة منذ ثلاثة عشر شهرا…
كنا نرفض أن نقارن بقندهار! على الأقل في قندهار حكومة، فماذا عندنا نحن؟.
طوابير ذل ومعضلة سنة دراسية وأدوية مخزنة ومواد غذائية مقطوعة، وتجار ومستوردو أدوية ومواد غذائية لا يبيعون إلا بعد سحسوح المداهمات.
بتنا نخجل من المشاهد أن نروي له كل مساء الرواية ذاتها: بالأمس التقيا، اليوم لم يلتقيا .. فلان أعاد تشغيل محركات وساطته بعد جرعة الأوكسيجين التي تلقاها إثر الإتصال بين الرئيس الفرنسي والرئيس الإيراني. الرئيس الفلاني يريد هذه الحقيبة لأنها تدخله إلى اجتماعات صندوق النقد الدولي.
تحلو فجأة حقيبة معينة في عين الرئيس الفلاني، فيتوسط أحد الرؤساء لأقناع الرئيس الذي “طلعت الحقيبة المعينة من حصته” ليتنازل عنها. تعود المشاورات إلى المربع الأول، وجولة جديدة من المماحكات. نقولها كما هي : ” زهقتونا وقرفتونا”!
إن بكاء مريض لأنه يحتاج إلى دواء تساوي كل أنانياتكم وتعجرفكم ولا إنسانيتكم … وكما بكاء المريض كذلك المنتظر على محطة المحروقات، كذلك الأهل الذين ينتظرون على قارعة المدارس لا يعرفون كيف يدبرون الأقساط المدرسية، كذلك العائلات التي أصبح بقاؤها صعبا وسفرها مستحيلا … ماذا تنتظرون يا عديمي المسؤولية؟.
ليس كثيرا أن يقال عنكم “سلطة البلا مخ”… لو كان فيكم دم لكانت نشرتنا تستهل بتشكيل الحكومة، لكن لا، بفضل تقاعسكم النشرة تبدأ بالبطاقة التمويلية … إذا أقرت.