Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأحد في 17/10/2021

في مثل هذا اليوم من العام 2019، انطلقت ثورة 17 تشرين، في لحظة مفصلية، رأى فيها البعض أجمل ما عرفته الحياة السياسية اللبنانية.

بعد عامين على الثورة، التي بدت الشوارع التي احتضنتها هزيلة اليوم، يمكن طرح ألف سؤال عن نجاح الثورة، وعن مدى خرقها من قبل الأحزاب التي حاولت تفريغ قيمها، وعن مستقبل أحزاب الثورة وقدرتها على التوحد لخوض أشرس انتخابات تشريعية في آذار المقبل.

ولكن لا يمكن عدم الاعتراف بأن هذه الثورة ولدت ومعها حلمان: حلم بناء الدولة الذي لا يمكن أن يخفت. وحلم كسر حاجز الخوف من الزعيم، الذي تحول بفعل تحد، من ملك الشارع، الى مجرد شخص لا يجرؤ على التنقل بين مواطنيه.

نجحت الثورة في تثبيت الحلمين، لكن طريقها طويل كطريق أي قضية حق، ومن يقيس نسب نجاحها بعدد الأيام مخطىء، فهي وضعت حجر الأساس لبناء معقد، قد يحتاج لأجيال حتى تحقيق الحلم.

في طريق الوصول الى الدولة، مطبات قاسية: اقتصادية ومالية وسياسية وأمنية. وكل مطب يكاد يقطع نفس اللبنانيين، تماما كما حصل في الطيونة. فما حصل هناك، وضع كل لبنان في وضع صعب جدا جدا، يلخص كالتالي:

فريق “أمل”- “حزب الله” الذي طالب بتنحية القاضي بيطار قبل الطيونة، أصبح أكثر تشددا الان، فدم مناصريه سال على الأرض، وما كان ممكنا أن يقبل به قبل الطيونة لم يعد واردا بعدها.

الحكومة عالقة ولا عودة لعملها في أي شكل من الأشكال من دون تلبية إزاحة البيطار. جميع الأفرقاء يعرفون أن إزاحة المحقق العدلي غير واردة لا قانونيا ولا دستوريا. العمل ينكب في هذه الساعات على مخارج قد تأتي عبر اقتراح قانون في مجلس النواب، او عقد اجتماع لمجلس القضاء الأعلى، يحضره القاضي بيطار، فيكون مفتاحا لبدء الحل.

هذا كله يتزامن مع تحقيقات شديدة الدقة، يجريها الجيش اللبناني في أحداث الطيونة، بتكتم شديد، لا سيما بعد تسريب فيديو أمس، عن إطلاق أحد العسكريين النار في اتجاه المتظاهرين، فهل تحسم التحقيقات الاجابات عن أسئلة مشروعة ما يساهم في تبريد الأجواء، أبرزها:

من أطلق الرصاصة الأولى، وبأي هدف تم تسريب فيديو الأمس، وهل تقصد وضع الجيش في مواجهة “أمل”- و”حزب الله”؟.