لم يقل الأميركيون ما لا يعرفه اللبنانيون ، فقط قالوا نذْرا قليلا من كثير لم يعد مخبأ ، بل هو على كل شفة ولسان ، ولكن على قاعدة ” كل شي فرنجي برنْجي” ، فإن اللبنانيين لا يهتمون لشيء ، أو يصدقونه ، إلا إذا نشره الأجانب والعواصم والإدارات الغربية.
ما نشرته واشنطن أمس ، من لا يعرفه ؟ على سبيل المثال لا الحصر ، ال ” ال بي سي آي ” بثت ستة وستين تقريرا عن ملفات فساد ، فلم يتحرك القضاء اللبناني للسؤال عنها! على الرغم من أن أرقام الهدر والفساد في تلك الملفات ، من شأنها أن تطفئ جزءا من الدين العام … كشف الملفات لوحده لا يكفي إذا لم يستتبع بتحرك القضاء ، ولكن حين لا يتحرك فإن الفاسد يواصل فساده ” وعلى عينك يا قضاء” .
بعض الذين أعلنت أسماؤهم ، سبق أن حملوا ألقابا :
هذا “متعهد الجمهورية” وذاك “المتعهد الثاني للجمهورية”، وما حدا أحسن من حدا! لكن ، لئلا يكون الحق على الصغار، فإن هناك منظومة متكاملة ليس المتعهدون فيها سوى الحلقة الأخيرة، فهناك من يقرر المشاريع أي السلطة التنفيذية، أي الحكومة والوزراء، وهناك الإدارة الرسمية أي مجلس الإنماء والإعمار، وهناك الرعاية السياسية أي المراجع والأحزاب والتيارات، ما لم يستفد هؤلاء جميعا، فإن أي متعهد، مهما علا شأنه، لا يستطيع ان يقلع، حتى بالإمكان تسميته “متعهد تأمين المنافع لمن جعلوه يكون المتعهد الأول”.
بعيدا من هذا الملف، يأتي ملف الإنتخابات النيابية كملف متفجر بعد الجلسة العاصفة أمس، والمنازلة التالية ستكون في المجلس الدستوري.
وفيما الأزمة التي نتجت عن مواقف وزير الإعلام جورج قرداحي، مازالت تتفاعل، خصوصا بعد موقف حزب الله، فقد جاءت لافتة تغريدة السفير السعودي في لبنان البخاري والتي كتب فيها: “تعتبر النقطة على السطر الرمز الأعظم في النص”، فماذا قصد السفير السعودي في هذه التغريدة؟ ولماذا تعمد ان تكون الرسالة مشفرة؟
البداية من العقوبات الأميركية ومفاعيلها.