IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “LBCI” المسائية ليوم الأربعاء 14/11/2018

ليالي الشمال الحزينة فكت الحداد وطوت صفحة سوداء من كتاب أسود بقي مفتوحا أربعين عاما وخمسة أشهر…

ليالي الشمال الحزينة فكت الحداد وختمت جرحا كان ما زال ينزف منذ 13 حزيران 1978 حتى عصر 14 تشرين الثاني 2018…

ليالي الشمال الحزينة فكت الحداد حين تصافح وتصالح سمير جعجع وسليمان فرنجيه ليطويا أقسى ألم وأطول وجع بين الموارنة دام نصف قرن أو أقل بقليل.

إنه التاريخ الذي لا يرحم: 13 حزيران 1978، سمير جعجع، أبن الستة والعشرين عاما في إهدن، وكانت المجزرة… وسليمان فرنجيه أبن الثلاثة عشر عاما في النقاش في حضن جده الرئيس سليمان فرنجيه …

حصل ما حصل، مما بات مكتوبا وموثقا في آلاف الأوراق والوثائق، وما لم يكتب بقي من الأسرار في خزائن الذاكرة… كم من ذاكرة رحلت وأخذت أسرارها معها، وكم من ذاكرة أقفلت الباب على ما جرى وما خزنت، ورمت المفتاح…

مجزرة أهدن في 13 حزيران 1978، لم تكن بيد سمير جعجع، ابن الستة والعشرين عاما آنذاك، وسليمان فرنجيه، أبن الثلاثة عشر عاما آنذاك، لكن المصالحة في 14 تشرين الثاني 2018 بيدهما، وأهم ما فيها انه لم يعد بإمكان احد أن يسحبها من خزائن الذاكرة ووضعها على الطاولة في سبيل استخدامها او حتى استغلالها لغايات سياسية.

والمهم اخذ العبرة والتعلم من دروس الماضي لكتابة الحاضر والمستقبل، ليس بالدم بل بالحبر. فلا تتحول الخيارات إلى صراعات:

منذ أربعين عاما تزاحمت الخيارات فتحولت إلى صراعات، فكان لبنان، والموارنة منه، جزءا من هذه الخيارات والصراعات، منذ زيارة الرئيس السادات للقدس وصولا إلى كامب ديفيد، والعامل السوري رفضا لهذا الخيار.

اليوم، وبعد اربعين عاما، تتزاحم الخيارات ويخشى ان تتحول إلى صراعات، فهل يتم تحاشي أن يكون لبنان وبعض الطوائف وقودا لها؟

حرب لبنان: حروب الضحايا على الضحايا، فهل من استخلاص للعبر؟

ليالي الشمال الحزينة… إبتسمت. ابتسمت في بكركي برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في جو وجداني.