ليس العجب أن يرتفع الدولار الأميركي، بل العجب أن لا يرتفع… كيف تصمد الليرة إذا كانت السلطة السياسية غائبة؟ كيف تصمد إذا كان مجلس الوزراء غير قادر على الإنعقاد؟ كيف تصمد إذا كان الإستقرار السياسي غير متوافر، وفي كل يوم يخرج من يتخوف من عدم إجراء الانتخابات النيابية، مع ما يعني ذلك من إعطاء إشارة سلبية الى المجتمع الدولي، الذي يحث الدولة على التداول الديموقراطي؟ كيف تصمد في ظل الحرب الضروس على القضاء، من باب الحرب على المحقق العدلي في قضية المرفأ طارق البيطار؟ كيف تصمد في ظل هذه الهوة التي تزداد اتساعا وعمقا بين لبنان ودول الخليج.
ما يحمي الليرة هو الاستقرار السياسي ووضوح الرؤية السياسية وشفافية السلطة، وهذا المثلث غير متوافر، وعليه:
العجب ان لا تنهار الليرة، لا العجب ان تنهار.
عند تأليف حكومة الرئيس ميقاتي، انخفض الدولار إلى ثلاثة عشر ألف ليرة، اليوم بلغ ال 26 الف ليرة، وكل ذلك لا يدفع المعنيين إلى الدعوة إلى جلسة استثنائية لمجلس الوزراء للبحث في ما يمكن اتخاذه من إجراءات، وكل ما يجري هو اجتماعات وزارية في السرايا الحكومية، غير ملزمة بتوصياتها، وغير ملزمة، لأن المطلوب جلسات, لا اجتماعات…
من إرباكات الدولار إلى تطورات انفجار المرفأ، فوفق مصدر قضائي لوكالة فرانس برس فإن المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، وفي أول إجراء بعد استئناف التحقيق، “أعاد إلى النيابة العامة التمييزية مذكرة التوقيف الغيابية الصادرة في حق النائب علي حسن خليل، وأمر بتنفيذها بشكل فوري من قبل الأجهزة الأمنية”. يأتي ذلك بعد رفض المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان قبل أسابيع, تنفيذ مذكرة التوقيف الغيابية، التي صدرت في 12 تشرين الأول، في حق خليل.
وزير الداخلية بسام مولوي قال لرويترز إنه لم يتسلم بعد طلب بيطار رسميا. ولم يذكر المزيد من التفاصيل.
في المقابل، محاولات عرقلة القاضي بيطار مستمرة، المحامي سلمان بركات، بوكالته عن يوسف محمد المولى، والد قاسم المولى أحد ضحايا المرفأ، تقدم بطلب نقل الدعوى من القاضي بيطار للإرتياب المشروع، وقد سجل الطلب في محكمة التمييز الجزائية، الغرفة السادسة برئاسة رندا كفوري.
بالانتقال الى الملف النووي الإيراني، مسؤول كبير في
الاتحاد الأوروبي كشف أنه لا تزال هناك سبع أو ثماني نقاط، بحاجة للاتفاق عليها من أجل إبرام اتفاق، وأنها تمثل “نقاطا سياسية كبيرة”.
ولكن، قبل كل هذه التفاصيل، وقفة مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان… أين لبنان منه؟ وأين اللبنانيون منه؟ وماذا يقولون؟