الرئيس سعد الحريري في بيروت ولكن بصمت مطبق، ولم يسجل له علنا سوى زيارتين: الأولى للسرايا الحكومية حيث التقى الرئيس نجيب ميقاتي الذي استقبله في الباحة الخارجية للسرايا، والثانية لدار الفتوى حيث التقى المفتي دريان.
لم يعد سرا أن عودة الحريري، أو زيارة الحريري، هي انتخابية بامتياز، فإما ترشحا، وإما ترشيحا من تيار المستقبل وإما عزوفا عن الترشح، هذه الخيارات الثلاثة مطروحة على بساط النقاش في بيت الوسط ومع الحلفاء، وربما وراء الحدود أيضا، وفي مطلق الأحوال، فإن خيار الرئيس، ترشحا أو عزوفا، من شأنه ان يحدد مسار الترشيحات واللوائح في بيروت وطرابلس وعكار والشوف وصيدا والبقاع.
وفيما الحريري عاد ليناقش الترشح من عدمه، صدمة بيروتية وذهول من عزوف الرئيس تمام سلام عن الترشح، سلام كان عزف منذ عشرين عاما عن الترشح، في اول انتخابات بعد الطائف، بسبب المقاطعة المسيحية.
أما اليوم فلأسباب مغايرة وهي: ” افساحا في المجال أمام تغيير جدي، من خلال إتاحة الفرصة لدم جديد، وفكر شاب ونظيف، يطمح إلى أهداف وطنية صافية ونقية، واحتراما لمطالب الشعب الثائر والساعي إلى التغيير”، كما جاء في بيانه.
إذا خرج الحريري وسلام، فلمن تكون بيروت الثانية؟ ومن يدعما؟ المتغيرات بدأت.
وإذا كانت الانتخابات النيابية تتخذ صفة المؤجل، إلى حين حلول موعدها في أيار المقبل، فإن بدء التفاوض مع صندوق النقد الدولي يتخذ صفة المعجل بالتزامن مع قرب تحديد موعد لجلسة مجلس الوزراء لبدء مناقشة الموازنة العامة للعام 2022 .
التطور الحكومي اليوم، دعوة الرئيس ميقاتي إلى جلسة لمجلس الوزراء الاثنين المقبل ، وعلى جدول اعمالها اكثر من خمسين بندا، فهل سيجد ثنائي حزب الله امل بنودا من خارج الموازنة وخطة التعافي المالي؟ وإذا وجدا، كيف سيتصرفان في الجلسة ؟
هكذا، خطان متوازيان يسيران معا : الموازنة وخطة التعافي الاقتصادي، ومن هذا الملف نبدأ.