Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”lbci” المسائية ليوم الإثنين في 24/1/2022

بين العشرين من تشرين الأول 2004، والرابع والعشرين من كانون الثاني 2022، ثمانية عشر عاما وثلاثة أشهر. في التاريخ الأول استودع الرئيس الشهيد رفيق الحريري لبنان، بعدما قدم استقالة حكومته وأرفق الاستقالة بالإعتذار عن عدم الترشح لتشكيل حكومة الجديدة.
الاستقالة وعدم الترشح، رده الرئيس الشهيد إلى ما سماه “وقائع معروفة” ولم يكن يريد أن يسمي سوريا التي كانت تحمله قرارات دولية وجدتها أنها ضدها.

اليوم، استودع نجله الرئيس سعد الحريري لبنان، لكنه سمى النفوذ الإيراني بالدرجة الأولى، قائلا: “… لأنني مقتنع ان لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ ‏الايراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة، أعلن التالي:‏
أولا، تعليق عملي في الحياة السياسية ودعوة عائلتي في تيار المستقبل لاتخاذ الخطوة نفسها.‏
ثانيا: عدم الترشح للانتخابات النيابية وعدم التقدم بأي ترشيحات من تيار المستقبل أو باسم التيار.‏”

بين الاستوداعين شيء من الفوارق:
الرئيس رفيق الحريري انسحب من الحياة الحكومية، لكنه كان مواظبا على مناقشة قانون الانتخابات التي كانت ستجري في ايار 2005 ، لكن الإغتيال عاجله بعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر، بعدما استودع لبنان، قبل ثلاثة أشهر ونصف الشهر على الانتخابات النيابية.

دم الحريري شكل العامل الأساسي للإنسحاب السوري من لبنان وليس لأعادة الإنتشار، كما نص الطائف، وخلق دينامية سياسية إسمها “14 آذار”.

اليوم أنسحاب الحريري تحت مسمى “تعليق العمل في الحياة السياسية وعدم الترشح للإنتخابات النيابية” هو خطوة ذهب فيها الحريري الإبن أبعد بكثير مما ذهب إليه والده:

لا مشاركة في الإنتخابات تعني لا مشاركة في حكومة ما بعد الإنتخابات، وإذا كان تعليق العمل السياسي بسبب النفوذ الإيراني، أولا، فهذا يعني أن العودة إلى العمل السياسي رهن بانتهاء النفوذ الإيراني، لكن هذا النفوذ الذي بدأ تدريجا منذ أربعين عاما، وتحديدا عام 1982، كيف يمكن أن ينتهي؟ وإذا كان اغتيال رفيق الحريري قد أحدث زلزالا في البلد، فإن انسحاب سعد الحريري وتياره، من العمل السياسي، هو بمثابة زلزال ثان لا يعرف ماذا سينجم عنه، فإذا كانت السياسة تأبى الفراغ، فكيف سيملأ ليس انسحاب الحريري فحسب، بل انسحاب تياره ونوابه ومرشحيه المفترضين؟ وبشكل أكثر صراحة ووضوحا: من سيملأ الفراغ في الساحة السنية؟ هل هم الذين خرجوا من المستقبل؟ هل هم الذين على خلاف مع المستقبل؟ هل هناك أحد قادر على جمع شمل هذا التيار الممتد من بيروت إلى عكار فالبقاع فالجبل فالجنوب؟ كيف سيتعاطى حزب الله مع هذا الفراغ، وقد اتهم الحريري إيران، راعية حزب الله؟

الإحباط السني كبير، وهو يحمل اوجه شبه مع الإحباط المسيحي عام 1992، لكن المقاطعة المسيحية شبه الشاملة آنذاك، لم تحل دون إجراء الإنتخابات النيابية، فهل سيتكرر السيناريو ذاته؟

خلط أوراق هائل، وصعب التكهن بما سيجري من اليوم حتى ايار المقبل.

هذا الحدث حجب الضوء عن جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت بعد قرابة المئة يوم من جلسة “الخبطة على الطاولة والمطالبة بقبع القاضي طارق البيطار”.