لا شيء في كل ما قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في ذكرى شهداء الحزب القادة، اكثر اهمية من اعلانه لاول مرة، ان الحزب يملك القدرة على تحويل الآلاف من الصواريخ التي في حوزته إلى صواريخ دقيقة، وهو فعلا حول جزءا منها، حتى انه صنع المسيرات، منذ مدة طويلة، فيما اللافت كان اعلانه الاصرار على حماية الجيش اللبناني، وتقويته وامداده بالسلاح والمال كما ونوعا.
في كلامه رسالة الى اسرائيل، فهل تقصد من خلالها القول ان كل العمليات التي نفذتها منعا لوصول الصواريخ الى لبنان، وتحويلها الى دقيقة فشلت؟ وتاليا لا لزوم لاستمرار عمليات القصف التي تستهدف سوريا؟ وهل أراد ايصال رسالة الى الاميركيين مفادها ان لا العقوبات، ولا ما يعتبره التضييق الاقتصادي على لبنان، ولا زعزعة ما اسماها بيئة المقاومة، باتت تنفع؟
مما لا شك فيه ان ما كشفه السيد نصر الله، فيه تهديد مباشر لاسرائيل، التي لم تصدر اي تعليق فوري، علما انها اعلنت اكثر من مرة خشيتها في اي حرب مستقبلية من استهداف بنيتها التحتية مثل الموانئ ومحطات الطاقة بالصواريخ.
حتى ان وزير دفاعها بيني جانتس كان اكد ان “حزب الله يعرض اللبنانيين ودولتهم للخطر مضيفا: إن بلاده ستتصرف بحزم في مواجهة المشروع الإيراني الدقيق الذي يعمل من قلب لبنان”.
الصمت الاسرائيلي يشبه صمت القبور اللبناني، فلا تعليق حتى الساعة ايضا على كلام نصر الله، لان اللبنانيين مسؤولين ومواطنين يتلهون بفصول مسرحية ابطالها اعلى المسؤولين في الدولة من الرئاسات الثلاث، الى رؤساء الكتل النيابية والاحزاب.
استهلت بمحاولة احضار حاكم المصرف المركزي كشاهد امام القاضية غادة عون في فصلها الاول، لتستكمل اليوم بادعاء عون على المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، لتطوى آخر فصولها قريبا من دون اي نتيجة، الا مزيدا من الضرب في جسد القضاء الذي يكاد يلفظ انفاسه الاخيرة.