وسط الضبابية التي تلف مصير سوريا الدولة، انطلق التنافس الدولي والإقليمي نحو اعادة تركيب نظامها.
تنافس، ركيزته لا من يسيطر على الأرض السورية وحسب، انما من يعيد اعمارها، وتاليا يعيد أبناءها اليها.
في اطلالة صحافية هي الثانية لفريق هيئة تحرير الشام، وبعد حديث رئيس الهيئة أحمد الشرع الى CNN، وجه رئيس الحكومة الجديد محمد البشير رسالتين عبر صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية. الأولى للسوريين دعاهم فيها الى العودة. والثانية للعالم، عندما قال: “كل ما في المصرف المركزي من عملة سورية لا يساوي شيئا يذكر بالدولار”.
رسائل المعارضة هذه بلغت العالم، وشروط إعادة سوريا الى النظام الدولي واضحة، وهي؛ عدم استخدامها قاعدة للارهاب، وعدم تهديدها جيرانها.
بين مطالب من يسيطر على الأرض السورية، وشروط الدول المعنية، تاريخ قد يؤشر الى مسار الأمور.
فهذا الشهر يفترض تجديد العقوبات الدولية على سوريا، وقد نقلت وكالة رويترز ان المعارضة تتواصل مع واشنطن للتخفيف منها.
سوريا اذا أمام مسار طويل، لعل افضل من وصفه الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الذي قال: “نحن نشهد اعادة تشكيل الشرق الاوسط بينما نتحدث”.
وعلى وقع ما تشهده سوريا والشرق الاوسط، يجب أن يسير لبنان بدقة .
فما ارتكبه نظام الأسد من جرائم ضد الانسانية تتكشف يوما بعد يوم، يجعل مجرد محاولة الدفاع عنه من قبل حزب الله أو من غير حزب الله، اجراما في حق بيئة حزب الله أولا واللبنانيين ثانيا.
أما بعد… المطلوب سهل وواضح… أعيدوا الانتظام للحياة السياسية ولا تنتظروا سوريا، ولعل أول مؤشر لجدية ما يحدث، تجمع نواب وكتل صغيرة بكتل اكبر، تمهيدا لجلسة التاسع من كانون الثاني الرئاسية.