إختفى آموس هوكستين عن الشاشة، وحلت محله صور الخرائط الميدانية، سواء في جنوب لبنان أو في الضاحية الجنوبية. باتت صورة هوكستين انعكاساً لاطلاق مخيِّلات التفاؤل، وغيابُ صورته فرملةً لهذا التفاؤل. امضى يومين في لبنان ثم غادر إلى إسرائيل، بمعطيات أقلَّ واجتهادات أكثر. في أسرائيل اجتماعات ليوم ثم مغادرة إلى واشنطن، وفي المحصِّلة، وفي غياب أي بيان، لا أحد يخاطر ويجرؤ على إعطاء معلومة عن نتائج زيارته، سواء لبيروت أو لتل أبيب.
وإذا كانت الديبلوماسية متعثِّرة، على الأقل ظاهرًا، فالميدان شغَّال، وبسرعة وعنف: توغل ميداني في قرى وبلداتٍ في الجنوب، لا يبدو أنه محدود بل محسوب، وغارات على الضاحية الجنوبية، بكَّرت صباحًا واستمرت حتى ساعات المساء، وإذا كان تصعيد الميدان انعكاساً لتعثر المفاوضات، فإن الغارات والتوغل مؤشران إلى أن المفاوضات لم تنضج بعد.
ومن المعطيات الجديدة التي من شأنها إعادة خلط الأوراق، قرار المحكمة الجنائية الدولية بمذكرة أعتقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالنت، والمعطى الثاني الحرب السياسية بين نتنياهو والرئيس ماكرون، التي دفعت بنتنياهو إلى رفض عضوية فرنسا في فريق مراقبة تطبيق القرار 1701.
هذه المعطيات، سواء منها الميدانية أو الديبلوماسية، ترجِّح الاستنتاج ان الوضع ما زال مقفلا، إلى حين ظهور مؤشرات معاكسة.