بالورود البيض عاد ناشطو الحراك المدني ليهزّوا سور السرايا، لكنهم نسوا ان المسافة التي تفصلهم عن السرايا صغيرة جدا مقارنة بالمسافة التي تفصل اهل السلطة عن المواطنين.
سلطة تفاوض منذ اكثر من تسعين يوما لحل ازمة النفايات، ليخلص التفاوض ، إن خلص، الى مذهبة المطامر واعادة عمل سوكلين تحت ستار الضرورة. سلطة نسيت ان حل الازمات من مسؤوليتها.
رسالة السلطة كانت واضحة اليوم: ممنوع على الناس ان ينظفوا شوارعهم حتى ليوم واحد. ومسموح للزعماء ان ينشروا وسخهم كيفما شاءوا طوال السنة. ممنوع ان يقوم الحراك المدني بفرز النفايات. فالفرز الوحيد المسموح في هذه البلاد هو فرز المواطنين الى طوائف يجلس على رأسها حكام هم اشبه بزعماء مافيات.
لم تنسَ السلطة اعاقة عمل متطوعين حاولوا نشر أمل ما… أمل عرَفت السلطة على مدى سنين الفساد والظلم، كيف تروّض مواطنيها على نسيانه. نسيان خرقه صوت الذي سأل بألم المحترق: “كم سنة صرلكم قاعدين بالفساد، وعوا بقا، من شو خايفين”؟ خائفون هم من هزّ اسلاك السلطة، بينما المطلوب هزَّ حائط الاستسلام.