حين أنهى الجيش عمليّته الأخيرة في باب التبانة، تسابق الجميع على دعوة الدولة كي تحتضن طرابلس.
لكن، بدلاً من أن تحتضن الدولةُ المدينة، بدأت حملة شعواء على بسطاتها ومقاهيها البحرية التي تشكل ملاذاً أخيراً لفقراء المدينة الذين يشعرون أنّهم خسروا أشياء كثيرة، لكن، رغم كلّ شيء، ما زال هذا البحر لهم.
على ما يبدو، ثمّة من يريد للبحر ألا يكون لكلّ الناس، وأن يبقى محصوراً بمن له القدرة المالية على ارتياد المقاهي الفخمة على الضفة الأخرى من الشاطئ.
ثمّة من يحمي المخالفات الكبرى في الأملاك البحرية، ويرفض حتى أن يدفع أصحابها غرامات على أرباحهم الطائلة التي جنوها خلال عقود، لكنّه مصرّ على ملاحقة الأكشاك الصغيرة والمقاهي الشعبية على الشاطئ العام.