على طريقة المسحّراتي في شهر رمضان، توجّهت فجراً مجموعة من الناشطين إلى بيوت قضاة المجلس الدستوريلحثّهم على قبول الطعن بالتمديد. لكنّ صيحات “يا قاضي فيق فيق، ما تمضي عالتمديد” لم تكن كافية كي يبتّ القضاة بالطعن منذ الجلسة الأولى.
وإذا كان الأمل لا يزال وارداً بقبول الطعن، فإنّ للاستقلال هذا العام انتكاستين: الأولى هي المقعد الرئاسي الشاغر، والثانية هي المقاعد النيابية الممتلئة بالنوّاب الممدّدين لأنفسهم.
وفي مواجهة الانتكاسات المتتالية، برزت على الأقلّ قابليّة للحوار من أجل الخروج من المأزق السياسي. فقد أعلن الرئيس سعد الحريري في كلمة بمناسبة عيد الاستقلال أنّ العيد مناسبة للمبادرة لإجراء مشاورات للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية. هذه المشاورات التي يُفترض أن تجري مع الطرف الآخر تؤكّد القرار النهائي لتيار المستقبل بمباشرة الحوار. وهو ما عاد وأكّده بطريقة أخرى وزير الداخلية نهاد المشنوق من أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري حين قال أنّ الاستقلال، كما مارسه الحريري، هو أوّلاً استقلال عن ثقافة اللاحوار واللاتسوية.
إذاً إلى الحوار دُرْ، وإن كان المتحاورون قد صادروا مسبقاً أصواتنا ومقاعد برلماننا.