لم يكن مأتمًا … كان عرسًا ، والتوصيف هنا ليس مجازيًا بل توصيفٌ حقيقي بكل ما للكلمة من معنى… الدبكة والفرحة واكبت النعش لدى خروجه من مقر انطلاقتها ، وبالورود البيض استُقبِلَت في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت … صباح فعلت فعلَ السِحر لدى أصدقائها ومحبيها ، فلم يعرفوا ما إذا كانوا في يوم حزن أو في يومِ فرح ، ولم يعرفوا ما إذا كان عليهم أن يفرحوا أو يحزنوا … إنه” سحرُ الصبُّوحة ” الذي سيلاقيه بعد غد الثلثاء سحرُ عظيمٍ آخر هو أحد صانعي مجد الكلمة في لبنان والعالم العربي ، فيومُ سعيد عقل لن يكون مأتمًا بل يوم عرس لمجد الكلمة ولعنفوان الوطن الذي كان سعيد عقل أحد صانعيه .
حققت صباح أمنيتها ، وكأنها في الموكب من بيروت إلى بدادون كانت تغني : ” راجعة على ضيعتنا عل ارض اللي ربتنا … نِدر عليي بوس الارض الحبيناها وحبتنا ..وَفَت نِدرَها ، عادت إلى الأرض وقبلتها ، ولكن هذه المرة إلى الأبد ، تاركةً إرثًا فنيًا يمكن تسميته بحق” تاريخ الفرح في لبنان “.