تحوّلت الذكرى الثانية لاستشهاد اللواء وسام الحسن إلى مناسبة وجّه خلالها وزير الداخلية نهاد المشنوق أكثر من رسالة تحذيريّة. ولعلّ أخطر ما جاء على لسانه هو إعلانه الصريح رفضَه التحوّل إلى ما يشبه قادة الصحوات في العراق، أي متخصصاً في فرض الأمن على قسم من اللبنانيين فيما القسم الآخر ينعم بالحصانة الحزبية.
كان واضحاً أنّ هاجس العراق وضرورةَ إبعاد الكأس العراقية عن لبنان خيّما على كلمة المشنوق الذي لم يوفّر أحدَ الأجهزة الأمنية, واصفاً رئاسته بأنّها تفتقد إلى الصفاء الوطني، قبل أن يوجّه سهامه باتّجاه حزب الله من دون أن يسمّيه، محذّراً من أنّ التشدّد المذهبي لا يمكن محاربته بتشدّد مذهبي آخر، وأنّ الفريق الذي يعتقد أنّ قدراته أكبر من لبنان هو في الواقع أصغر من المنطقة ولعبتها.
ربّما هي مرارة القدر التي جعلت ذكرى الشهيد وسام الحسن تأتي في الوقت نفسه الذي ودّعت فيه بلدة القبيات شهيداً آخر، هو ابنها العسكريّ جمال الهاشم الذي استشهد أمس بعد إطلاق نار على حافلة عسكرية على طريق البيرة في عكار.