وصلت العاصفة. لكنّ الجنون لا يقتصر على الطبيعة. البلاد بأسرها تبدو وكأنّها تعيش في الـ”أو لا لا”.
فبعد وصف الوزراء بعضهم بعضاً بلاعبي السيرك وأشباه الرجال، جنبلاط يدافع عن وزيره أدخل النائب وليد جنبلاط مصطلحات جديدة على السجال، فوصف اللجوء الى المجلس الاقتصادي الاجتماعي في ملف سلامة الغذاء، بالصرصور الذي يكفل الزرزور.
واستعاد في دفاعه عن الوزير وائل أبو فاعور راديكاليّةً يُحسَد عليها، فهاجم الذئاب الجشعة، وتمنّى التسمّم لصفوة القوم الذين نعتهم بالقشطة السياسية والمجتمعية التي تضغط لحماية مطاعم فخمة غير مطابقة.
بدوره، وزير التربية الياس بوصعب اتخذ قراراً بإقفال المدارس الرسمية والخاصة غداً بعد العودة إلى تقارير هيئة الأرصاد والهيئة العليا للإغاثة. قرارٌ سبقه إجراءٌ مُفرط في ديموقراطيّته، عبر فتح باب التصويت بشأن إقفال المدارس على صفحة الوزير الفايسبوكية. هكذا، بنقرة واحدة، مارس اللبناني التصويت الذي حُرم منه جرّاء التمديدَيْن.
لم يعُد اللهو بالمصلحة العامة استثناءً. فبعد سنوات من عدم القيام بأي خطوة لتنظيم أحوال النازحين السوريين، قرّر لبنان الرسميّ تبنّي أدبيّات المُحرِّضين على الشعب السوري. فصدر قرار غامض سيحوّل فجأةً عشرات آلاف السوريين إلى مقيمين غير شرعيين جاهزين للترحيل، أقلّه نظرياً.
قرار يمكن اختصاره بالآتي: حدود لبنان مفتوحة أمام الراغبين في المشاركة في الحرب السورية، لكنّ حدود لبنان مقفلة أمام الهاربين من تلك الحرب. كلّ شيء مباح في بلاد الـ “أو. لا. لا” التي ستكشف العاصفة مرّة أخرى فسادَ القيّمين عليها.