“أنا شارلي”. بهذه العبارة، عبّر العالم عن تضامنه مع صحيفة “شارلي إيبدو”، تضامن ضدّ الجريمة، وإن جرى الاختلاف بشأن الصحيفة نفسها.
وإذا كانت وسائل إعلام فرنسية قد رأت أنّ ما جرى هو 11 أيلول الفرنسي، فإنّ الاعتداء يثير أسئلة لا تقلّ أهمية عمّا أثاره تدمير البُرجَيْن.
فأيّ فرنسا وأيّ أوروبا ستكون بعد هذا الاعتداء، خصوصاً في ظلّ تصاعد ظاهرة “الإسلاموفوبيا” لا في الغرب وحده، بل أيضاً في العالم العربي حيث باتت “الإسلاموفوبيا” سلاحاً في يد المدافعين عن الطغاة.
وهل سيشكّل الاعتداء رافِعةً لليمين المتطرّف أم مناسبةً لمراجعة السياسات تجاه المهاجرين؟
وهل يندرج ما كانت تنشره الصحيفة ضمن إطار حرية التعبير أم أنّه يقارب حدود العنصرية؟ وماذا عن المعتدين أنفسهم وذاك الاستسهال في ارتكاب الجرائم لكمّ الأفواه؟
لم تكد هذه التساؤلات تسيطر على اهتمامات المعلّقين حتّى جاء خبر حزين آخر للصحافة في العالم، وهذه المرّة من ليبيا حيث أعلن الفرع الليبي لتنظيم الدولة الاسلامية إعدام إعلاميَّيْن تونسيَّيْن، هما الصحافي سفيان الشورابي والمصوّر نذير القطاري، اللذين كانا قد فُقِدا في ليبيا في 8 أيلول الفائت.
المآسي الإعلامية تزامنت مع مآسٍ من نوع آخر سبّبتها العاصفة التي ألقت بظلّها على الفئات المهمّشة في القرى اللبنانية النائية، وفي مخيّمات النازحين الذين ما كانوا بحاجة إلى الصقيع ليكتشفوا كم هم وحدهم. وكذلك في غزّة حيث ما زالت كرافانات المشرّدين تشهد على الوحشية الإسرائيلية.
لكنّ الإعلام والطقس لم يحتلا صدارة المشهد وحدهما. فالنفايات علّقت العمل الحكومي إلى أجل عير مسمّى، بعدما اشتدّ الصراع على من يرث “سوكلين” في المناطق.