غداة وفاة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، يستمرّ توافد قادة العالم إلى الرياض. ولعلّ أبرز المعزّين، بالمعنى السياسي، هو وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. أمّا لبنانياً، فترأس الرئيسان نبيه بري وتمام سلام وفداً نيابياً ووزاريأً، إضافة إلى وفد من قيادات 14 آذار ترأسه الرئيسان أمين الجميّل وفؤاد السنيورة.
وفيما ينتظر الجميع انقضاء فترة التعازي حتّى يتّضح حجم التغيير في السياسة السعودية في المنطقة، لا سيّما تجاه إيران وسوريا والعراق واليمن ومصر، لا يزال لبنان يدفع من دماء جيشه ثمن المنطقة الملتهبة. فبعد تمكّن الجيش من حسم معركة رأس بعلبك، بلغ عدد الشهداء ثمانية، إضافة إلى أربعةَ عشرَ جريحاً.
وفيما تتّجه الأنظار إلى عين الحلوة وسط المساعي لتسليم المطلوبين داخل المخيّم، وفي مقدّمهم شادي المولوي، برز من يريد الاستفادة من التوتّر الأمني للتغطية على الجرائم الفردية.
فقد شنّ النائب السابق فريد هيكل الخازن هجوماً على القاضي المكلّف بملف جريمة قتل إيف نوفل، مطالباً بتنحّيه. وفي ما يشبه الرغبة بالتغطية على الجريمة، صوّر الخازن التوقيفات وكأنّها حملة استهداف لكسروان برمّتها، ممّا يذكّر بقصّة القشطة غير المطابقة التي وُجد من يحوّلها إلى استهداف لمدينة طرابلس.
نقابياً، يخوض حنّا غريب واحدة من أصعب معاركه. فبعدما عجزت السلطة عن حمله على التنازل في ملف سلسلة الرتب والرواتب، تواطأت أحزابها عليه في انتخابات رابطة الأساتذة الثانويين التي سيخوضها غداً بلائحة مستقلّة، في واحدة من المعارك النقابية التي ستترك آثارها على الحياة السياسية.